لجنة «السكان» بالأزهر: تسريع المستهدفات وتوسيع التوعية المجتمعية

عقدت لجنة الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية بالأزهر الشريف، والمشكلة بقرار من فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، اجتماعها الدوري بمقر مشيخة الأزهر، برئاسة الأستاذ الدكتور سيد بكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب، وبحضور ممثلي قطاعات الأزهر المختلفة.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار التوجهات الوطنية الرامية إلى دعم الوعي المجتمعي والأسري، خاصة فيما يتعلق بالقضايا السكانية، وانعكاساتها على الواقع الاجتماعي والاقتصادي في مصر، وبما يتسق مع أهداف الدولة المصرية في بناء مجتمع أكثر وعيًا واستدامة.
أنشطة توعوية ومشاركة موسعة
واستعرضت اللجنة خلال الاجتماع مجموعة من الأنشطة التوعوية التي تم تنفيذها سابقًا في مختلف محافظات الجمهورية، والتي تضمنت لقاءات توعوية وورش عمل وبرامج تعليمية تستهدف كافة الفئات العمرية. وشملت هذه الأنشطة مؤسسات تعليمية تابعة لجامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية، إلى جانب جهود مجمع البحوث الإسلامية، والجامع الأزهر، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في تقديم محتوى علمي وتوعوي يلامس الواقع المجتمعي ويتناول القضايا السكانية من منظور ديني وعلمي.
تسريع مستهدفات 2027
وناقشت اللجنة السبل الكفيلة بتسريع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، لتتم بحلول عام 2027 بدلاً من 2030، وذلك من خلال تعزيز الخطة التنفيذية الحالية بمجموعة من المحاور الجديدة التي تتماشى مع التحديات السكانية الراهنة، وتستهدف دعم الأسرة المصرية وتحصينها فكريًا وسلوكيًا.
وشدد أعضاء اللجنة على أهمية تكامل الجهود بين المؤسسات الدينية والتعليمية، باعتبار الأزهر الشريف شريكًا رئيسيًا في نشر الوعي وضبط المفاهيم المجتمعية المرتبطة بقضايا النمو السكاني، وتنمية الموارد البشرية، وتحقيق التوازن بين معدلات النمو الاقتصادي والزيادة السكانية.
الأزهر.. دور محوري في التوعية السكانية
وأكد الأستاذ الدكتور سيد بكري، رئيس اللجنة، أن الأزهر الشريف يضطلع بدور وطني محوري في تعزيز الوعي المجتمعي، من خلال دمج الرسائل السكانية ضمن المناهج الدراسية والأنشطة الطلابية، ونشر الفتاوى الرشيدة التي تعالج المشكلات السكانية من منظور شرعي متوازن، بما يعزز التماسك الأسري ويحافظ على استقرار المجتمع.
كما أشار إلى أهمية ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية لدى الشباب والأسر المصرية، وتوسيع نطاق الشراكة مع مختلف المؤسسات الوطنية المعنية لتحقيق الأهداف المرجوة من الاستراتيجية، بما يسهم في بناء مجتمع صحي ومنتج قادر على مواكبة خطط التنمية الشاملة.
تعزيز التعاون العِلمي والثقافي
من ناحية أخرى استقبل أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بمكتبه صباح اليوم، السفير عسكر جينيس، سفير جمهوريَّة كازاخستان بالقاهرة؛ وذلك لبحث سُبُل تعزيز التعاون العِلمي والثقافي بين الأزهر الشريف ومؤسَّسات كازاخستان التعليميَّة والدِّينيَّة.
في مستهل اللقاء، رحَّب الأمين العام بسفير كازاخستان، مشيدًا بالعَلاقات التاريخيَّة التي تربط الشَّعبين المصري والكازاخي، وبما تمثِّله كازاخستان مِنْ نموذج في الانفتاح على الحضارات، واحترام التنوُّع، ودَعْم التعليم الدِّيني الوسطي.
وأكَّد فضيلته أنَّ الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يُولِي اهتمامًا بالغًا بتوطيد أواصر التعاون مع دول العالَم الإسلامي في مختلِف المجالات العِلميَّة والدعويَّة، مشيرًا إلى أنَّ مجمع البحوث الإسلاميَّة يضطلع بدَورٍ محوريٍّ في هذا الإطار؛ مِنْ خلال إسهاماته في مجالات التأصيل العِلمي، ومواجهة الأفكار المنحرفة، وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش السِّلمي.
من جانبه، أعرب السفير عسكر جينيس عن تقديره الكبير للأزهر الشريف ومكانته العِلميَّة والدِّينيَّة على مستوى العالَم، مؤكِّدًا أنَّ كازاخستان تنظر إلى الأزهر على أنه مرجعيَّةٌ كبرى في نَشْر الاعتدال وتعزيز القِيَم الإنسانيَّة المشتركة، وأنَّ بلاده حريصةٌ على توسيع آفاق التعاون مع الأزهر وهيئاته العِلميَّة، وفي مقدِّمتها مجمع البحوث الإسلاميَّة.