عاجل

جمال شعبان: الزعل يكسر القلب والاعتدال في المشاعر مفتاح الصحة |فيديو

دكتور جمال شعبان
دكتور جمال شعبان

أكد الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، أن الحزن الشديد ليس مجرد شعور نفسي، بل قد يكون له تأثير مباشر على صحة القلب والجسم، حيث يمكن أن يؤدي إلى أزمات قلبية، وارتفاع ضغط الدم، وحتى زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان، مشيرًا إلى أن العلاقة بين المشاعر السلبية وصحة القلب باتت موثقة علميًا.

أضرار الفرح الشديد

وخلال تقديمه لبرنامجه "طبيب القلوب"، أوضح الدكتور جمال شعبان أن هناك تساؤلات عديدة حول ما إذا كان الفرح الشديد قد يسبب الأضرار نفسها التي يسببها الحزن، موضحًا أن الفارق بينهما يكمن في طبيعة التفاعل الجسدي مع كل منهما. فبينما يُعد الفرح عنصرًا ضروريًا للحياة، فإن الحزن يُفرض على الإنسان بحكم الواقع، مما يجعل من الضروري التعامل معه بحكمة.

وأشار إلى أن الحياة ليست مزيجًا خالصًا من الفرح أو الحزن، بل إن المشاعر الإيجابية والسلبية متداخلة في حياة الإنسان.

ورغم ذلك، فإن الخطر الحقيقي يكمن عندما يتحول الحزن إلى إقامة دائمة في القلب، حيث يمكن أن يترك أثرًا مدمرًا على الصحة، مؤكدًا أن الزعل يجب أن يكون أمرًا عابرًا وليس مستقرًا داخل النفس، لأنه إذا أصبح جزءًا من الكيان النفسي، فقد يؤدي إلى تدهور الصحة وتسريع الشيخوخة وتقليل العمر المتوقع.

الصحة الجسدية والنفسية

كما شدد العميد السابق لمعهد القلب القومي، على أن الاعتدال في المشاعر هو السر الأساسي للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، موضحًا أن الفرح الشديد أيضًا يمكن أن يسبب مشكلات صحية، من بينها سرعة ضربات القلب واضطرابات الضغط، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة، تمامًا مثل الحزن الشديد.

وفي هذا السياق، استشهد الدكتور جمال شعبان بحادثة شهيرة وقعت خلال مباراة الأهلي والزمالك، عندما سجل الأهلي هدفًا في اللحظات الأخيرة فيما عُرف بـ "القاضية ممكن". وأوضح أن أحد المشجعين الذين كانوا يتابعون المباراة أصيب بنوبة قلبية حادة أدت إلى وفاته نتيجة الفرح الشديد والمفاجئ.

صحة القلب وتأثيراته

وأكد أنه في ذلك الوقت أجرى مداخلة هاتفية مع الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، حيث تحدث عن التأثيرات الخطيرة للمشاعر القوية، سواء كانت فرحًا أو حزنًا، على صحة القلب.

وأشار إلى أن هذه الحالة ليست استثناءً، بل إن الطب وثّق العديد من الحالات التي أصيبت بأزمات قلبية بسبب الانفعال العاطفي المفرط، سواء كان ناتجًا عن الفرح المفاجئ أو الحزن العميق. 

الإجهاد العاطفي الشديد

ولفت إلى أن حالات الوفاة بسبب الحزن معروفة علميًا تحت مسمى "متلازمة القلب المكسور"، والتي تحدث بسبب الإجهاد العاطفي الشديد، مما يؤدي إلى ضعف مفاجئ في عضلة القلب.

وشدد الدكتورعلى أن الحل الأمثل للحفاظ على القلب والصحة العامة هو تبني أسلوب حياة متوازن، حيث يجب على الإنسان أن يفرح دون إفراط، ويحزن دون أن يسمح للحزن بالسيطرة على حياته؛ فالتوازن النفسي والعاطفي ليس مجرد مفهوم فلسفي، بل هو ضرورة طبية لحماية القلب من المشكلات الخطيرة التي قد تترتب على التقلبات العاطفية الحادة.

تم نسخ الرابط