شوقي علام: صيام المسلمات الجدد سرًّا صحيح إذا استوفى الشروط والاحكام

في ظل تزايد أعداد المسلمين الجدد حول العالم، قد تواجه بعض النساء تحديات في إعلان إسلامهن، خاصة في المجتمعات غير المسلمة. ويعد شهر رمضان فرصة عظيمة لتعزيز الإيمان والتقرب إلى الله، إلا أن بعض المسلمات حديثات العهد بالإسلام قد يفضلن إخفاء صيامهن عن ذويهن لاعتبارات اجتماعية أو أسرية. وهنا يبرز التساؤل: هل يصح صيام المسلمة الجديدة سرًّا دون إخبار أهلها؟.
الصيام عبادة بين العبد وربه
أجاب الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية السابق، على هذا التساؤل، موضحًا أن الصيام سرٌّ بين العبد وربه ولا يشترط إعلانه للآخرين حتى يكون صحيحًا. وأكد أن الأصل في العبادات هو تحقيق النية وإتمام الأركان والشروط، وليس الإعلان عنها.
واستشهد بحديث النبي ﷺ، الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن الله عز وجل قال:" كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به" (متفق عليه).
وأوضح أن هذا الحديث يشير إلى خصوصية الصيام عن سائر العبادات، إذ لا يظهر للناس كما يظهر أداء الصلاة أو الزكاة، مما يجعله عبادة خالصة بين العبد وربه.
شروط صحة الصيام
وأكد علام أن إخفاء الصيام لا يؤثر على صحته شرعًا، طالما استوفى الشروط التالية:
1. النية قبل الفجر: يجب أن تعقد المرأة نية الصيام قبل الفجر، وهي محلها القلب، ولا يشترط التلفظ بها.
2. الإمساك عن المفطرات: الالتزام بعدم الأكل أو الشرب أو الجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.
3. عدم وجود موانع شرعية: مثل الحيض أو النفاس، حيث لا يصح صيام المرأة خلال هذه الفترات.
الصيام سرًّا لا يؤثر على ثوابه
وأكدت الفتوى، أن العبادة إذا وقعت مستوفية للأركان والشروط، فإنها تكون صحيحة ومجزئة، بغض النظر عن إعلانها أو إخفائها. كما أن الإسلام يراعي الظروف الشخصية للمسلمين الجدد، ويمنحهم مرونة في ممارسة الشعائر بطريقة لا تتسبب لهم في أذى أو مشكلات اجتماعية.
الإسلام والتيسير على حديثي العهد به
وأشار والمفتي السابق، إلى أن الإسلام دين يسر وليس عسرًا، فقد قال الله تعالى:﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (البقرة: 286).
لذلك، يجوز للمسلمة الجديدة التي لم تعلن إسلامها بعد الصيام سرًّا، مع الحرص على الحفاظ على صحتها، واللجوء إلى الرخص الشرعية إن لزم الأمر، مثل الإفطار في حال الضرورة ثم القضاء لاحقًا.
بناءً على ما ورد عن دار الإفتاء المصرية، فإن صيام المسلمة الجديدة سرًّا جائز وصحيح شرعًا، ما دام قد تحقق بشروطه وأركانه. كما أن الإسلام يراعي الظروف الاجتماعية والشخصية للأفراد، مما يتيح للمرأة المسلمة حديثة العهد بالدين ممارسة شعائرها الدينية بطريقة لا تعرضها لمشكلات، بل تعينها على الاندماج التدريجي في حياتها الدينية الجديدة.