من الحلبة إلى القصر الرئاسي.. ناوروكي رئيسًا لبولندا

أدى كارول نافروتسكي، المؤرخ القومي والبالغ من العمر 42 عامًا، اليمين الدستورية رئيسًا لبولندا، بعد فوزه في الانتخابات التي جرت في الأول من يونيو بدعم من حزب "القانون والعدالة" اليميني الشعبوي الذي حكم البلاد بين عامي 2015 و2023.
ويُعرف نافروتسكي بماضيه الرياضي كملاكم هاوٍ، واهتمامه الخاص بعالم الجريمة المنظمة، وقد خاض حملته الانتخابية تحت شعار: "بولندا أولًا، البولنديون أولًا".
مواقف مثيرة للجدل تجاه اللاجئين وأوكرانيا
على الرغم من تعهده بمواصلة دعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي، إلا أن نافروتسكي أثار الجدل بتصريحاته المنتقدة للامتيازات الممنوحة للاجئين الأوكرانيين، مؤكدًا أن "المساعدات الاجتماعية يجب أن تكون مخصصة بالدرجة الأولى للبولنديين"، وشدد على أولوية المواطنين البولنديين في الحصول على الخدمات الصحية.
وفي مايو الماضي، اتهم أوكرانيا بعدم إبداء الامتنان لما قدمته بولندا، واعتبر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتصرف بـ"وقاحة"، كما أعرب عن رفضه لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.
علاقات مع ترامب ومطالبات بتعويضات من ألمانيا
ويُعد نافروتسكي من المعجبين بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقد التقاه في البيت الأبيض خلال مايو الماضي، ونقل عنه قوله: "ستفوز"، وانتشرت صور للرجلين وهما يرفعان إبهاميهما في إشارة دعم.
كما دعا إلى تشديد الرقابة على الحدود مع ألمانيا لمنع تدفق المهاجرين، وطالب برلين بدفع تعويضات عن جرائم الحرب.
اتهامات وفضائح
وشابت الحملة الانتخابية عدة فضائح، من بينها مزاعم بترتيبه لقاءات مع عاملات في الدعارة خلال عمله السابق كحارس أمن في أحد الفنادق، وهو ما نفاه نافروتسكي واعتبره "مجرد أكاذيب"، متوعدًا بمقاضاة الموقع الذي نشر التقرير.
كما وُجهت له انتقادات بشأن امتلاكه عقارًا ثانيًا عبر صفقة غامضة مع رجل مسن، رغم إعلانه امتلاك شقة واحدة فقط.
هوية مزدوجة وكتاب مثير للجدل
وفي عام 2018، نشر نافروتسكي كتابًا عن أحد رجال العصابات خلال الحقبة الشيوعية تحت اسم مستعار "تاديوش باتير"، وظهر لاحقًا شخص مجهول بنفس الاسم على شاشة التلفزيون الحكومي مدعيًا أن نافروتسكي ألهمه لتأليف الكتاب، إلا أن وسائل إعلام كشفت لاحقًا أن "باتير" هو نفسه نافروتسكي، ما أثار جدلًا سياسيًا واسعًا.
حياته ومسيرته
ولد نافروتسكي في مدينة جدانسك الساحلية، ودرس التاريخ والعلوم الإدارية، وحصل على درجة الدكتوراه، ثم شغل منصب مدير متحف الحرب العالمية الثانية بين عامي 2017 و2021، قبل أن يتولى إدارة "معهد الذكرى الوطنية" المتخصص في توثيق الجرائم النازية والشيوعية.
أدرجته روسيا العام الماضي على قائمة المطلوبين بسبب سعيه لإزالة آثار العهد السوفيتي من الأراضي البولندية، ما دفعه إلى الحصول على ترخيص سلاح شخصي.
يُجيد الإنجليزية، ولا يزال يمارس رياضة الملاكمة في أوقات فراغه. يعيش مع زوجته مارتا وله طفلان وابن بالغ من زوجته.