عبد الحليم قنديل: الغرب يتواطأ على غزة.. والمنظمات "الإنسانية" أدوات إجرامية

أكد الكاتب الصحفي، المحلل السياسي، عبدالحليم قنديل، أن ما يحدث في قطاع غزة والمنطقة بشكل عام، يكشف الغياب الكامل لأي مرجعية قانونية أو أخلاقية في النظام الدولي.

وأشار عبدالحليم قنديل إلى أن السلوك الأمريكي الإسرائيلي لا يقوم على أي شرعية قانونية أو إنسانية، بل يعتمد على قانون الغاب، حيث تمارس القوى الكبرى بطشها باسم القوة فقط، بعيدًا عن مفاهيم العدالة وحقوق الإنسان.

منظمات إجرامية تتستر

وفي تصريحات قوية خلال لقائه مع الإعلامية آية عبدالرحمن في برنامج "ستوديو إكسترا" عبر شاشة إكسترا نيوز، وصف عبدالحليم قنديل بعض المنظمات التي تدّعي تقديم مساعدات إنسانية لغزة، بأنها في حقيقتها "منظمات إجرامية"، وخصّ بالذكر منظمة تُدعى "غزة الإنسانية".

وأوضح عبدالحليم قنديل أن هذه المنظمات كانت سببًا مباشرًا في استشهاد أكثر من 2000 فلسطيني خلال محاولاتهم الوصول إلى المساعدات، وهو ما يؤكد أنها تخدم أجندة الاحتلال لا الشعب الفلسطيني.

تصريحات السيسي حاسمة

أشاد عبدالحليم قنديل بتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أطلقها مؤخرًا بشأن تخاذل العالم، مؤكدًا أنها وضعت الإصبع على الجرح، حين قال إن الضمير الإنساني العالمي لم يصمد أمام مشاهد المذابح في غزة.

وأشار عبدالحليم قنديل إلى أن هذه الكلمات تعكس الواقع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون وسط صمت عالمي وتواطؤ سياسي، متسائلًا: "هل يمكن أن يُستنهض صوت الضمير الدولي يومًا؟ وهل تتحرك القوى الكبرى لرفع الحصار وتغيير المواقف؟".

الغرب يحمي إسرائيل

وشدد عبدالحليم قنديل على أن الغرب ما زال يمثل القاعدة المتقدمة لحماية إسرائيل سياسيًا وأيديولوجيًا، موضحًا أن البيئة الغربية تاريخيًا كانت حاضنة للفكر الصهيوني، ولاتزال حتى الآن توفر له الغطاء المطلوب للاستمرار في ارتكاب المجازر.

وأضاف عبدالحليم قنديل أن هذه الحقيقة يجب أن تُفهم جيدًا، لأن الرهان على الحكومات الغربية وحدها هو رهان خاسر، طالما استمرت إسرائيل كجزء عضوي في المشروع الغربي الإمبريالي بالمنطقة.

شرخ في الجدار

ورغم هذا الواقع القاتم، أشار عبدالحليم قنديل إلى أن هناك مؤشرات إيجابية بدأت تظهر داخل المجتمعات الغربية، تمثلت في الاحتجاجات المتدفقة في ميادين العواصم الكبرى ضد ما يحدث في غزة.

وأوضح عبدالحليم قنديل أن هذه التظاهرات تمثل بداية لشرخ واضح في جدار الصمت الغربي، وتكشف عن صحوة ضمير إنساني متنامية، يمكن البناء عليها مستقبلًا في معركة الوعي والحقوق والعدالة.

مصر تدافع بثبات

واختتم عبدالحليم قنديل حديثه مؤكدًا أن موقف مصر الرسمي والشعبي يظل واضحًا وصلبًا في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن المعركة لم تعد فقط مع الاحتلال، بل مع منظومة تواطؤ دولي بأكملها.

وذكر عبدالحليم قنديل أن دور مصر يظل محوريًا، ليس فقط بحكم الجغرافيا، ولكن بما تملكه من إرادة سياسية وشعب حي يدرك حجم المؤامرة.