مسؤول فلسطيني سابق: المحتجزون لدى حماس أداة بيد نتنياهو لخداع العالم

أوضح الدكتور ممدوح جبر مساعد وزير خارجية فلسطين سابقا، أن إسرائيل لا تزال تتلاعب بملف الأسرى، وتستخدمه كورقة سياسية لتبرير استمرار الحرب في قطاع غزة، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو تواصل تضليل المجتمع الدولي، ورفض جميع المبادرات الساعية لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار.
مرحلة "الموت الجماعي جوعاً"
وأكد جبر خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الأخيرة أمام مجلس الأمن تعكس غياب الإرادة السياسية لدى إسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام أو تبادل شامل للأسرى، مشيراً إلى أن ما نشهده من ممارسات عسكرية وعمليات قصف ممنهجة تمثل مرحلة خطيرة من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق سكان غزة.
وأضاف أن ما يُمارس على الأرض يعكس كارثة إنسانية من الدرجة الخامسة، وهي مرحلة "الموت الجماعي جوعاً"، لافتاً إلى أن هذا الواقع الكارثي يجب أن يكون محور الضغط الدولي داخل مجلس الأمن، بدلاً من التركيز فقط على ملف الأسرى الإسرائيليين.
تفاقم الوضع الإنساني داخل قطاع غزة
ونوه إلى أن إسرائيل تسعى لاستثمار جلسة مجلس الأمن للمطالبة بالإفراج عن الأسرى، متجاهلة مسؤوليتها المباشرة عن تفاقم الوضع الإنساني داخل القطاع، من خلال الحصار الشامل والتدمير الممنهج للبنية التحتية، وقطع الإمدادات الغذائية والطبية عن المدنيين.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن المجتمع الدولي، وتحديداً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، أمام اختبار حقيقي بشأن التزامها بالقيم الإنسانية، مشيرا إلى إن الانقسام الحالي داخل المجلس، خاصة بين أمريكا من جهة، وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا من جهة أخرى، يعقّد اتخاذ قرارات حاسمة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
الولايات المتحدة تواصل استخدام حق النقض
وأوضح أن الولايات المتحدة تواصل استخدام حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي قرار دولي يطالب بوقف الحرب أو إدخال المساعدات الإنسانية، بذريعة حماية الأمن القومي الإسرائيلي، واصفاً هذه الذريعة بأنها "واهية وسخيفة" بعد أن أثبتت التجربة أن الأمن لا يتحقق إلا بالسلام.
وشدد جبر على أن إسرائيل كانت قد عاشت في حالة سلام مع مصر لأكثر من أربعة عقود، دون أن تتعرض لأي تهديد أو إساءة، مؤكداً أن الحديث عن "أمن قومي" في ظل عمليات قتل جماعي وتجويع للسكان هو حديث بلا أساس.
ورداً على سؤال حول إمكانية استخدام أحد أعضاء مجلس الأمن حق الفيتو ضد مشروع قرار قد تقدمه إسرائيل، أكد جبر أن هذا السيناريو مستبعد تمامًا، في ظل الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل، متسائلاً: "هل يُعقل أن تستخدم أي دولة الفيتو ضد قرار إسرائيلي، بينما أمريكا استخدمته عشرات المرات ضد قرارات إنسانية لصالح الفلسطينيين؟"