إعلام عبري: نتنياهو يعرض قرار احتلال كامل قطاع غزة على الكابينت الخميس

أفادت قناة "القناة 12" العبرية أن المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي “الكابينت” سيجتمع يوم الخميس المقبل لبحث قرار محتمل باحتلال قطاع غزة بالكامل. 

وأعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن جيش الكيان الإسرائيلي جاهز لتنفيذ أي قرار يصدر عن المجلس، في حين نقل موقع "والا" عن مصادر أن رئيس الأركان اللواء إيال زامير، لم يغير موقفه الرافض للعملية خلال المشاورات الأمنية الأخيرة.

تصاعد الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه إسرائيل انقساماً داخلياً متزايداً بشأن مستقبل العمليات العسكرية في قطاع غزة، فبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، لا يزال رئيس الأركان يعارض بشدة أي تصعيد بري جديد، محذراً من أن تنفيذ خطة الاحتلال الكامل للقطاع يتطلب نشر ست فرق قتالية في مناطق لا تزال تُعد معاقل لحركة حماس، ولم تصلها القوات الإسرائيلية منذ أكثر من عام.

وحذر زامير مما وصفه بـ"فاتورة البقاء"، مشيراً إلى أن الاستمرار في الوضع الراهن قد يُثقل كاهل إسرائيل بشرياً واقتصادياً، ما يثير تساؤلات حقيقية حول جدوى التصعيد العسكري في هذه المرحلة.

نتنياهو يدفع نحو التصعيد الكامل

في المقابل، يتجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نحو خيار السيطرة الكاملة على غزة، وسط تعثر في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى. ونقلت تقارير إعلامية عن مقربين من نتنياهو تأكيدهم أن القرار قد اتُخذ فعليًا، وأن الاحتلال الشامل للقطاع بات هو الخيار المطروح على الطاولة، بما يشمل المناطق التي يُعتقد أنها تأوي الرهائن.

وهدد مقربون من نتنياهو بإقالة رئيس الأركان في حال رفض تنفيذ الخطة، قائلين: "إذا لم يكن مستعداً لتنفيذ الأوامر، فليتنحَّ".

الوضع الإنساني الكارثي في غزة

تتزامن هذه التحركات مع تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث يعيش أكثر من 2.5 مليون فلسطيني تحت الحصار، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية ونقص حاد في الغذاء والدواء. وتحذر الأمم المتحدة من مجاعة جماعية وشيكة، فيما لا تزال إسرائيل تمنع دخول المساعدات عبر المعابر.

وترى منظمات إغاثة دولية أن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات تظل رمزية وغير كافية، بينما تتصاعد الانتقادات الدولية لتعامل إسرائيل مع الكارثة في غزة، في ظل فشل الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تهدئة.

نجل نتنياهو يتهم زامير بالتمرد العسكري

في خضم هذا المشهد المتأزم، فجّر يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، أزمة إضافية باتهامه العلني لرئيس الأركان بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري ضد والده، فيما هاجم وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، متهماً إياه بدعم تعيين زامير على حساب مرشح آخر كانت تفضله عائلة نتنياهو.

وشبّه يائير ما يجري بانقلابات "جمهوريات الموز" في أمريكا اللاتينية خلال السبعينيات، متهماً زامير بالسير في مسار "إجرامي" ضد الشرعية السياسية.

هذه التصريحات جاءت بعد تغريدة للصحفي يوسي يهوشوع انتقد فيها توجه نتنياهو نحو عملية برية واسعة، داعياً إلى مخاطبة الجمهور وتحمل المسؤولية، فيرد يائير قائلًا: "إذا كان من كتب هذه التغريدة هو من نعتقد، فهذه خيانة وتمرد عسكري صريح".

هجوم على قطر وتصريحات خارج السياق

لم يتوقف يائير نتنياهو عند الداخل الإسرائيلي، بل وجّه هجومًا حادًا ضد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووالدته الشيخة موزة، واصفًا إياهما بـ"هتلر وغوبلز العصر الحديث"، واتهم قطر بالتحريض على معاداة السامية عالميًا، واصفاً إياها بالنسخة الحديثة من ألمانيا النازية.

أثارت هذه التصريحات موجة انتقادات حادة داخل إسرائيل وخارجها، وسط تحذيرات من تداعياتها الدبلوماسية في وقت تعاني فيه إسرائيل من عزلة دولية متزايدة بسبب الحرب على غزة.