برنامج «مطروح للنقاش» يستعرض تطورات ملف سلاح حزب الله |فيديو

سلّطت حلقة جديدة من برنامج "مطروح للنقاش"، الذي تُقدمه الإعلامية فيروز مكي على قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على أحد أكثر الملفات تعقيدًا في الساحة اللبنانية، والمتمثل في مسألة نزع سلاح حزب الله، وسط تصاعد الضغوط الأمريكية وتباين المواقف الداخلية في لبنان.
ناقشت برنامج "مطروح للنقاش" أبعاد الحراك السياسي الراهن في بيروت، الذي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق داخلي جامع حول آلية تنفيذية تُعيد حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية والجيش فقط، وذلك في ظل مهلة زمنية محددة وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي طالبت بصيغة واضحة وجدول زمني لسحب السلاح من يد الحزب.
ضغوط أمريكية متصاعدة
بحسب ما تناولته برنامج "مطروح للنقاش"، فإن التحركات السياسية في لبنان تأتي استجابة لضغوط أمريكية مباشرة، حيث وضعت واشنطن شرطًا رئيسيًا يتمثل في ضرورة بلورة رؤية تنفيذية وجادة تُفضي إلى نزع سلاح حزب الله، وربطت الأمر بمهلة زمنية تُلزم بيروت باتخاذ خطوات ملموسة على الأرض.
ويرى برنامج "مطروح للنقاش" أن القوى السياسية اللبنانية تسعى إلى استباق المهلة، عبر تكثيف الاجتماعات والاتصالات فيما بينها، بهدف الوصول إلى صيغة وطنية جامعة تنأى بلبنان عن مزيد من الانقسام، وتحفظ في الوقت ذاته هيبة الدولة أمام المجتمع الدولي.
انقسام داخلي حاد
ركّز برنامج "مطروح للنقاش"على حالة الانقسام الحاد التي تشهدها الساحة السياسية اللبنانية، إذ ترى بعض الأطراف أنه لا بد من الاستجابة الكاملة للمطالب الأمريكية، بوصفها خطوة ضرورية لإثبات جدية الدولة اللبنانية في بسط سيادتها.
في المقابل، تتمسك قوى أخرى بموقف مغاير، حيث تربط أي جدول زمني لنزع سلاح حزب الله بتحقيق شرط أساسي، يتمثل في انسحاب إسرائيل الكامل من جنوب لبنان، معتبرة أن السلاح لا يزال يمثل ضرورة لحماية الحدود ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
اجتماعات حكومية مرتقبة
كشف برنامج "مطروح للنقاش" أيضًا عن وجود اجتماعات حكومية منتظرة خلال الأيام المقبلة، يُفترض أن تناقش الآليات الممكنة لتنفيذ مطلب نزع السلاح، أو على الأقل وضع تصور أولي لهيكلة الخطة.
ورغم هذه التحركات، إلا أن حزب الله لا يزال متمسكًا بموقفه الرافض لأي خطوة تؤدي إلى تسليم سلاحه أو التخلي عنه، معتبرًا أن السلاح جزء لا يتجزأ من معادلة الردع والدفاع عن لبنان، خاصة في ظل تهديدات إسرائيلية مستمرة وغياب حل نهائي للصراع.
موضوع مفتوح للنقاش الشعبي
افتتحت الإعلامية فيروز مكي حلقتها بطرح ملف سلاح حزب الله بوصفه قضية مركزية للنقاش الشعبي والسياسي، في ظل تعقيدات المشهد اللبناني داخليًا وخارجيًا، مؤكدة أن المرحلة المقبلة تتطلب نقاشًا وطنيًا جادًا بين مختلف الأطراف.
كما شدد برنامج "مطروح للنقاش"على أهمية دور الإعلام في فتح الملفات الحساسة التي تؤثر على مستقبل الدولة اللبنانية، داعية إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والطائفية.

ملف معقّد وتوازنات دقيقة
أبرز ما خرجت به الحلقة، هو التأكيد على أن ملف نزع سلاح حزب الله لا يمكن حسمه بسهولة، نظرًا لتداخل العوامل المحلية والإقليمية والدولية، وارتباطه بالتوازنات الطائفية والتحالفات السياسية التي تحكم لبنان منذ عقود.
ويبقى السؤال الأكبر مطروحًا أمام الحكومة اللبنانية: كيف يمكن تنفيذ مطلب نزع السلاح دون تفجير الوضع الداخلي؟ وهل تستطيع بيروت تقديم صيغة ترضي المجتمع الدولي دون المساس بالتوازنات الداخلية؟