ماذا تريد الولايات المتحدة وإسرائيل.. نزع سلاح حزب الله أم لبنان؟

وضعت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل مهلة حتى نهاية شهر أغسطس أمام الدولة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، وعلى الرغم من أن الظاهر هو حصر السلاح بيد الدولة، إلا أن الباطن هو تجريد لبنان برمّته من السلاح ليكون أجواؤه وأرضه مباحين بدون أي مقاومة أمام المطامع الإمبريالية الأمريكية بذراع ابنتها المسعورة: إسرائيل.
إسرائيل والولايات المتحدة تريدان لبنان بدون سلاح
وكان حزب الله قد أكد أنه لا خيار أمامه سوى المقاومة، بينما أبدى تنازلات عدة للدولة اللبنانية، من ضمنها حصر قرار السلم والحرب بيدها، ودمج قواته بطريقة ما يتم الاتفاق عليها في المؤسسة العسكرية اللبنانية تحت عنوان “استراتيجية الأمن الوطني”، ولكن ذلك عندما يتم وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وانسحاب جيش الاحتلال من المواقع الخمسة المحتلة في الجنوب اللبناني.
وترفض إسرائيل والولايات المتحدة هذا الخيار، بل تضغطان على لبنان لتجريد الحزب من كامل قوته، وترفضان أن تتحول مقدراته العسكرية إلى الدولة اللبنانية، لما قد تمثله من خطورة على إسرائيل. وبينما ترجح التقديرات الإسرائيلية أن الحزب بقي له 35% من قوته العسكرية، إلا أن تلك نسبة لا زالت تقلق الاحتلال، لا سيما وأنها تحوي صواريخ باليستية وطائرات مسيرة تمثل هاجسًا لإسرائيل لما تقدر عليه من إلحاق الأذى بها.
كما ذكر نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، أن المبعوث الأمريكي، توم باراك، اشترط أن يسلم حزب الله كافة سلاحه، بما في ذلك الأسلحة والقنابل اليدوية، وقذائف الهاون.
وخلال المواجهة التي بدأت بإسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من قبل حزب الله، وتحولت إلى حرب مفتوحة بين الحزب وإسرائيل، لم يستطع جيش الاحتلال، على الرغم من كل ما حاق بالحزب من دمار وخسائر بشرية، من ضمنها فقد زعيمه التاريخي حسن نصر الله، التقدم سوى كيلومترات محدودة في الجنوب. وبعد اتفاقية وقف إطلاق النار التي عكفت إسرائيل على انتهاكها، تم احتلال خمس تلال في الجنوب، وذلك في سياق المناطق العازلة التي تحمي إسرائيل من أي هجمات مستقبلية على غرار 7 أكتوبر، سواء في لبنان أو سوريا أو قطاع غزة الذي تم تقطيع أوصاله وإنشاء عدة محاور فيه.
وبحسب فضائية “المنار” التابعة لحزب الله، قتلت إسرائيل منذ اتفاقية وقف إطلاق النار، التي التزم بها حزب الله - بما في ذلك تسليم سلاحه في جنوب الليطاني للدولة - 230 لبنانيًا، وأصابت 477 آخرين، فيما لم تحرك الدولة اللبنانية ساكنًا أو تتخذ أي إجراءات، إضافة إلى اللجنة المشرفة على الاتفاقية.
ثلاث خيارات لا رابع لهم
إلى ذلك، فإن الضغوط الأمريكية - الإسرائيلية، التي تقايض مستقبل لبنان بترسانة حزب الله، تهدد بتقسيم البيت اللبناني، إذ إن لبنان الآن بين ثلاث خيارات:
1. التخلي عن أي قوة يدافع بها عن نفسه مقابل وعود بتمويل إعادة الإعمار والاستثمارات إلى آخره،
2. بقاء سلاح حزب الله مع مخاطر اندلاع حرب أهلية لبنانية، لا سيما مع تأييد بعض الأطراف اللبنانية للمساعي الأمريكية بنزع السلاح،
3. أو اندلاع حرب لبنانية - إسرائيلية جديدة.