عاجل

جمال رائف: المواطن شريك في صناعة القرار.. ويدرك قيمة صوته |فيديو

الكاتب جمال رائف
الكاتب جمال رائف

أكد الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي، جمال رائف، أن المواطن المصري لم يعد مجرد متفرج على المشهد السياسي، بل أصبح شريكًا فاعلًا في العملية الديمقراطية، منوهًا إلى أن مفهوم الديمقراطية لم يعد يقتصر على كونه شعارًا نظريًا، بل تحول إلى ممارسة فعلية تنعكس في صناديق الاقتراع.

وأوضح جمال رائف، خلال لقائه في برنامج "برلمان ومواطن" عبر قناة المحور، أن وعي الناخب المصري تطور بشكل لافت، وأصبح يدرك قيمة صوته، ومدى تأثيره على السياسات العامة ومستقبل الدولة، مؤكدًا أن الإقبال على الانتخابات يعكس شعور المواطن بوجود عائد مباشر من المشاركة.

تصويت المصالح والوعي

قال جمال رائف إن التصويت في الانتخابات لم يعد مرتبطًا بالانتماء الحزبي فقط، بل أصبح مدفوعًا بالمصلحة العامة والشخصية، مشيرًا إلى أن الناخب يذهب إلى صناديق الاقتراع إما نتيجة انتماء سياسي واضح، أو نتيجة شعوره بأن برنامجه الانتخابي يحقق مصالحه.

وأضاف جمال رائف أن هناك من يصوت بدافع ما يلمسه من نتائج ملموسة على أرض الواقع، مثل تحسن مستوى المعيشة، وتوفير فرص العمل، أو شعوره بالأمان السياسي والاجتماعي، لافتًا إلى أن هذه المحركات الطبيعية دليل على نضج التجربة السياسية في مصر.

تسع استحقاقات ناجحة

أشار جمال رائف إلى أن مصر شهدت تسع استحقاقات انتخابية منذ عام 2014، ساهمت في تعميق الممارسة الديمقراطية، وأسفرت عن نتائج إيجابية على مختلف الأصعدة، خصوصًا في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، قائًلا: "هذه الاستحقاقات عززت من قدرة المواطن على الربط بين المشاركة السياسية وتحقيق مطالبه الحياتية".

واعتبر جمال رائف أن انخفاض نسب البطالة، وتوفير فرص عمل حقيقية، هو أحد العوائد المباشرة للعملية الانتخابية، موضحًا أن المواطن يشعر بثمرة صوته عندما يرى أن صوته ساعد في إصدار قرارات سياسية واقتصادية تُحفّز النمو وتجذب الاستثمارات.

النقلة النوعية سبب في المشاركة

استعرض جمال رائف بعض النماذج الحية التي تُجسّد العلاقة بين التصويت والتغيير، مشيرًا إلى أن الكثير من المواطنين الذين كانوا يسكنون في مناطق عشوائية، أصبحوا اليوم يقيمون في مدن حديثة مثل "الإسمرات" و"بشائر الخير"، بفضل السياسات الناتجة عن اختياراتهم في الانتخابات.

وأكد جمال رائف أن المواطن الذي لمس التحسن في حياته اليومية أصبح أكثر تمسكًا بالمشاركة السياسية، ليس فقط طمعًا في المزيد من المكاسب، بل أيضًا للحفاظ على ما تحقق من مكتسبات، مشددًا على أن "السياسة مصالح"، وهذه المصالح هي ما يدفع المواطن للعودة إلى صندوق الاقتراع.

مفاهيم الديمقراطية الناضجة

أوضح جمال رائف أن بعض المواطنين يذهبون للانتخاب بدافع الحفاظ على الاستقرار السياسي، حتى وإن لم يكن لديهم مطالب مباشرة، مشيرًا إلى أن هؤلاء يشكّلون النخبة الواعية التي تدرك أهمية الأمن القومي واستمرار الدولة.

وأضاف جمال رائف أن هذه الفئة ترى في مشاركتها بالانتخابات وسيلة لضمان استمرار النظام السياسي القادر على مواجهة التحديات الإقليمية، والحفاظ على مصالح مصر الاستراتيجية، وعلى رأسها الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفض التهجير والتصفية.

الدولة المدنية تتسع للجميع

شدد جمال رائف على أن الجمهورية الجديدة التي يتم بناؤها حاليًا في مصر تقوم على مفاهيم الدولة المدنية الحديثة، التي تتسع للجميع بغض النظر عن الانتماء الديني أو المذهبي، مشيرًا إلى أن هناك ناخبين يشاركون من أجل تأمين بيئتهم الدينية والمجتمعية.

واستشهد جمال رائف بحالات شهدتها فترة حكم جماعة الإخوان، حيث سادت حالة من الذعر بين بعض المواطنين، ودفع ذلك البعض إلى الهجرة. وأكد أن الدولة اليوم توفر مناخًا آمنًا للجميع، ما يُعزز المشاركة السياسية لحماية هذا المكتسب الوطني.

صوت الناخب قوة حقيقية

لفت جمال رائف إلى أن التجربة المصرية تؤكد أن صوت الناخب ليس مجرد ورقة تُلقى في صندوق، بل هو أداة لتغيير الواقع ودفع الدولة نحو الأفضل، مؤكدًا أن المصريين باتوا يدركون هذه الحقيقة بوضوح.

وقال جمال رائف إن الناخب لم يعد يتحرك فقط بدافع العاطفة أو النداء الوطني، بل أصبح يمتلك من الوعي ما يؤهله لتقييم المشهد العام، واختيار من يمثله بناءً على برامج عملية ونتائج ملموسة، ما يعني أن مصر تتقدم على طريق التحول الديمقراطي الحقيقي.

التأثير الإقليمي ودور مصر

أشار جمال رائف إلى أن هناك شريحة من الناخبين تشارك في الانتخابات دعمًا للدور الإقليمي الذي تلعبه مصر، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعور بالفخر الوطني يحرك كثيرين من المواطنين للمشاركة.

وقال جمال رائف إن المواطن الذي يرى مصر تقول "لا" لمحاولات التصفية أو التهجير، ويشاهد الدعم الإنساني والسياسي الذي تقدمه الدولة، يشعر بضرورة استمرار هذا الدور، ما يدفعه لدعم القيادة السياسية التي تمثله في المحافل الدولية.

بين الوعي والمصلحة

أكد جمال رائف أن دوافع الناخب تتنوع بين الانتماء الحزبي، والمصلحة الشخصية، والإيمان بالمصلحة الوطنية، موضحًا أن هذه المحركات مجتمعة تعبّر عن تطور حقيقي في سلوك الناخب المصري، الذي أصبح يربط بين صوته في الانتخابات وما يتحقق له على الأرض.

وأضاف جمال رائف أن الناخب في الريف، على سبيل المثال، أصبح يشعر بفارق كبير بعد تنفيذ مشروعات مبادرة "حياة كريمة"، وهو ما يعزز من رغبته في استمرار هذا المسار، ومن ثم المشاركة بكثافة في الانتخابات.

الانتخاب حق وواجب 

رفض جمال رائف الفكرة التي تعتبر أن تحرك المواطن من منطلق المصلحة أمر سلبي، مؤكدًا أن السعي وراء تحسين الوضع الشخصي من خلال الوسائل الديمقراطية ليس فقط أمرًا مشروعًا، بل هو أحد أسس النظم الديمقراطية الحديثة.

وقال جمال رائف إن بعض الناخبين لا يتحركون إلا عند شعورهم بالتحسن المباشر، وهذا ما يحتم على الدولة والأحزاب تقديم برامج واقعية تمس حياة المواطنين، وتُقنعهم بالمشاركة.

الإعلامي يوسف الحسيني 
الإعلامي يوسف الحسيني 

صوتك مستقبل بلدك

اختتم جمال رائف حديثه بالتأكيد على أن صوت الناخب هو رسالة قوية للمستقبل، وأنه كلما زادت نسب المشاركة، زادت قوة النظام الديمقراطي، وتعزز الاستقرار السياسي، مشيرًا إلى أن المشاركة ليست فقط في صالح النظام، بل في مصلحة المواطن ذاته.

وذكر جمال رائف أن مصر تستحق من أبنائها أن يشاركوا بإيجابية في بناء المستقبل، وأن الديمقراطية لا تُبنى بالشعارات بل بالمواقف، مؤكدًا أن الجمهورية الجديدة تنادي جميع المصريين ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة القرار.

تم نسخ الرابط