منير أديب: تصريحات الإخواني الهارب محمد إلهامي تكشف تبني الجماعة للعنف والتطرف

قال منير أديب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن التصريحات التي أدلى بها الإخواني الهارب محمد إلهامي تعكس مدى تطرف الجماعات والتنظيمات التي ينتمي إليها، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، التي ما زال إلهامي يؤمن بفكرها رغم تصنيفها كجماعة إرهابية في عدد من الدول.

وأضاف أديب في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن إلهامي عمل ضمن تشكيلات ما تسمى حركة "سواعد مصر – حسم"، ويُعد أحد مؤسسي منصة "ميدان"، والتي تُعرف بترويجها لأفكار متطرفة ومعادية للدولة.

وأشار إلى أن تصريحات محمد إلهامي الأخيرة تُعبّر عن تحولات فكرية خطيرة داخل جماعة الإخوان، حيث باتت الجماعة تتجه بشكل واضح نحو دعم العنف المسلح والإرهاب، موضحًا أن إلهامي ذهب إلى حد اعتبار الاحتلال الإسرائيلي لسيناء أمرًا "محمودًا" من وجهة نظره، في تأكيد على انحرافه الفكري وتقاربه مع أعداء الدولة.

وأكد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن هذا الخطاب لا ينفصل عن سياق أوسع من محاولات الجماعة إعادة التموضع إقليميًا، لا سيما بعد وصول أحمد الشرع إلى رئاسة سوريا، رغم إدراجه سابقًا على قوائم الإرهاب. وقال إن هذا التقارب بين الإخوان والولايات المتحدة الأمريكية ليس جديدًا، لكنه عاد للواجهة مجددًا عبر دعم مسارات التطبيع العلني مع الاحتلال، وهو ما يعد خيانة للقضية الفلسطينية والقضايا القومية العربية.

وختم أديب تصريحاته بالتأكيد على أن جماعة الإخوان تدرك جيدًا أنها لن تعود إلى الحكم في مصر، بعد تجربة عام 2012 وما تبعها من سقوط سياسي وأمني مدوٍ، لذلك باتت تلجأ إلى الترويج لأفكار العنف والتطرف كخيار أخير لها في مواجهة الدولة.

كان محمد إلهامي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، آثار حالة من الجدل خلال الساعات الماضية بعد تصريحاته الصادمة بشأن احتلال إسرائيل لسيناء، ما عرضه لانتقادات قوية.

تصريحات محمد إلهامي تُثير الجدل

وأكد الإخواني الهارب في تركيا، خلال تصريحات عبر مقطع فيديو متداول أن دخول الاحتلال إلى سيناء يُعتبر من علامات نجاح الثورة في الدول العربية، مشددًا على أن هذا الأمر قد يكون سيئًا على المدى القصير، ولكنه مؤشرًا جيدًا على المدى يُعد جيدًا.

كما يرى محمد إلهامي أن قناة السويس مشروع استعماري، لأنها قصرت الطريق بين أوروبا وبين الشرق، وتُمهد لقبول احتلال أراضي سيناء، لتُفجر هذه التصريحات موجة من الغضب الإعلامي والجماهيري ضده.

وجاءت تصريحات إلهامي أحد مؤسسي منصة ميدان الإخوانية الداعية للعنف، في الوقت الذي تتصاعد فيه الحملات الإعلامية لجماعة الإخوان التي تسعى لتشويه دور مصر تجاه القضية الفلسطينية، كما حاصرت قيادات إخوانية السفارة المصرية في تل أبيب، وذلك بهدف الضغط على المسؤولين لفتح معبر رفح، بحسب زعمهم.

غضب من تصريحات محمد إلهامي

وعلق الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد بان، على هذه التصريحات قائلًا: "نحن أمام عناصر الجماعة المنفصلة عن الواقع التي لم تؤمن يومًا بالدولة الوطنية المصرية ولا تدرك قداسة السيادة والتراب المصري والاستقلال الوطني جماعة يستخدمها أعدائنا مخلب قط بوعي منهم أو دون وعي لم يؤمنوا لا بثورة ولا إصلاح هم فقط يريدون الحكم بأي وسيلة حتى لو ضاع الوطن".

ولفت الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في تصريحات خاصة لموقع "نيوز رووم"، إلى أن مثل هذه التصريحات تكون كاشفة وتعري حقيقة جماعة تناصب الوطن العداء عبر تاريخها.

وفي السياق ذاته، وجه الإعلامي مصطفى بكري انتقادات لمحمد إلهامي، ووصفها بأنها تمثل "أقصى درجات الخيانة والانحطاط الوطني"، مشيرًا إلى أن مثل هذه المواقف تكشف عن غياب كامل للانتماء الوطني، وأن مطلقيها لا يرون أنفسهم إلا أدوات لخدمة المشروع الصهيوني.

وقال بكري عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": "هل هناك خيانة أكبر من هذا؟ الصهيوني الإخواني محمد إلهامي، الهارب إلى تركيا، يتمنى أن تحتل إسرائيل سيناء، لأنها إشارة إلى انتصار الثورة".

وشدد بكري في ختام تعليقه على أن هذه التصريحات تُعد تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، داعيًا إلى ضرورة محاسبة كل من يتبنى أو يروّج لمثل هذه الأفكار التي تنال من سيادة الدولة.