اليابان تسجل درجات حرارة قياسية.. ومخاوف بشأن محاصيل الأرز

سجلت اليابان، اليوم الثلاثاء، أعلى درجة حرارة في تاريخها عند 41.8 درجة مئوية (107.2 فهرنهايت)، في مدينة إيسيساكي شرق محافظة غونما، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 41.2 درجة مئوية، الذي سُجّل الأسبوع الماضي في مدينة تامبا بمحافظة هيوغو غرب البلاد.

هذا الارتفاع غير المسبوق دفع الحكومة إلى حث المواطنين على البقاء في منازلهم، كما تعهدت باتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل تأثيرات موجة الحر على محاصيل الأرز، أحد أعمدة الأمن الغذائي في اليابان.

أكثر من 53 ألف إصابة بسبب ضربات الشمس

وفقًا لوكالة إدارة الحرائق والكوارث، تم نقل أكثر من 53 ألف شخص إلى المستشفيات هذا الصيف بسبب ضربات الشمس. وقال تاكيشي إيشيكاوا، البالغ من العمر 63 عامًا ويعمل في مجال صيانة السيارات، بينما كان يملأ زجاجة ماء من نافورة في طوكيو: "اليوم حار بشكل لا يُطاق. إذا وصلت الحرارة إلى 42 درجة، فستكون أكثر من حرارة حمامي الذي أُحضّره على 40 درجة فقط."

أزمة مياه وأضرار في إنتاج الأرز

تستمر درجات الحرارة في الارتفاع للعام الثالث على التوالي، بينما تعاني المناطق الشمالية الشرقية، خصوصًا تلك المحاذية لبحر اليابان، من شح شديد في الأمطار. هذا النمط المناخي أثار مخاوف جدية حول جودة ووفرة الأرز، بعد أن تسبب الطقس الحار عام 2023 في تراجع جودة المحصول وارتفاع أسعاره بشكل قياسي.

وتنتشر حاليًا حشرات البق ذات الرائحة الكريهة في حقول الأرز، مما يزيد من التهديد الذي يواجه المزارعين، ويضع الحكومة في حالة تأهب.

في مؤتمر صحفي، قال وزير الزراعة شينجيرو كويزومي: "علينا أن نتحرك بسرعة وبوعي كامل بالأزمة لتفادي الأضرار الناجمة عن موجة الحر."
وأكد أن الحكومة ستوفر دعمًا عاجلًا لمكافحة الآفات الزراعية واتخاذ تدابير لمواجهة الجفاف، ضمن خطة رسمية أعلن عنها الثلاثاء.

مناخ اليابان يدخل مرحلة الخطر

وتشير مؤشرات الأرصاد إلى أن اليابان تشهد تحولًا مناخيًا خطيرًا، حيث أصبحت درجات الحرارة القياسية وموجات الجفاف أمرًا متكررًا. ومع استمرار هذا الاتجاه، يُتوقع أن تواجه البلاد تحديات بيئية وزراعية واقتصادية معقدة، ما يضع مستقبل الأرز، والغذاء بشكل عام، تحت المجهر.