عاجل

أحمد الخطيب: تاريخ الإخوان دموي.. والدولة سامحت كثيرًا |فيديو

الكاتب أحمد الخطيب
الكاتب أحمد الخطيب

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد الخطيب، أن المجتمع المصري يعاني من ضعف الذاكرة تجاه جرائم تنظيم الإخوان الإرهابي، مشيرًا إلى أن ما ارتكبته الجماعة عقب عام 2014 من تفجيرات واغتيالات ليس جديدًا، بل يعيد إنتاج مسلسل قديم بدأ منذ منتصف القرن الماضي.

وقال أحمد الخطيب، خلال ظهوره في برنامج برلمان المواطن على قناة المحور الفضائية، إن "كل الجرائم التي نراها اليوم سبق أن فعلها الإخوان منذ عهد عبد الناصر؛ من تفجير محطات الكهرباء إلى اغتيال رجال الشرطة والجيش"، مضيفًا: "للأسف، الناس نسيت، والدولة أيضًا نسيت، أو تناست في فترات كثيرة".

تسامح الدولة المتكرر

واعتبر أحمد الخطيب أن الدولة المصرية كانت على مدار تاريخها أكثر تسامحًا مما ينبغي مع تنظيمٍ يثبت في كل مرة خيانته ودمويته، مستشهدًا بعدة وقائع تاريخية تُظهر أن كل رئيس حكم مصر، بدءًا من فاروق وحتى مبارك، حاول منح الإخوان فرصة جديدة، لكن النهاية كانت دائمًا الغدر والخيانة.

وأوضح أحمد الخطيب أن الرئيس السادات، الذي كان عضو اليمين بمحكمة الثورة لمحاكمة الإخوان في الخمسينيات، هو نفسه من أفرج عنهم لاحقًا وأعادهم إلى الحياة العامة، كذلك فعل عبد الناصر، الذي حاول في بداية حكمه احتوائهم، فكانت النتيجة محاولة اغتياله في حادثة المنشية.

من فاروق إلى عبد ناصر

أعاد أحمد الخطيب التذكير بأن الملك فاروق قرر حل الجماعة عام 1948 وأمر باعتقال عناصرها عقب تفجيرات واغتيالات مروعة، لكن سرعان ما عاد الإخوان إلى الواجهة مجددًا بعد قيام ثورة يوليو 1952، بل إن أعضاء مجلس قيادة الثورة زاروا قبر مؤسس الجماعة حسن البنا، وجرت محاكمة رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي بتهمة التورط في قتله.

وأشار أحمد الخطيب إلى أن الدولة تناست هذه الجرائم بسرعة، وعادت إلى فتح المجال أمام الجماعة، حتى وقعت حادثة المنشية عام 1954، حيث حاول الإخوان اغتيال الرئيس عبد الناصر، فتم حظرهم مجددًا ومع ذلك، عاد عبد الناصر وصالحهم في 1965، لكنهم مرة أخرى خانوا الثقة وشكّلوا تنظيمًا إرهابيًا جديدًا تسبب في اعتقالات موسعة.

الغدر في عهد السادات

واصل أحمد الخطيب استعراضه لتاريخ الجماعة، مشيرًا إلى أن الرئيس أنور السادات ارتكب نفس الخطأ، إذ أفرج عن الإخوان وأعطاهم مساحة للعمل داخل الجامعات والنقابات، لكن النتيجة كانت اغتياله على أيدي عناصر محسوبة على التيار الإسلامي المتطرف.

وأكد أحمد الخطيب أن ما فعله السادات، من تمكين للجماعة، تسبب لاحقًا في فوضى داخل المؤسسات، موضحًا أنه حتى بعد حادثة الفنية العسكرية في السبعينيات، استمر السادات في التسامح، لكنه دفع الثمن في النهاية باغتياله في العرض العسكري الشهير عام 1981.

الدولة تتسامح دائمًا

قال أحمد الخطيب إن السياسات الرسمية المتعاقبة اعتمدت كثيرًا على “التسامح الاستراتيجي” مع جماعة ثبت مرارًا أنها لا تؤمن بالدولة الوطنية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي كان جالسًا بجوار السادات عند اغتياله، عاد لاحقًا وصالح الجماعة عام 1984، وأعادهم للعمل تحت مظلة البرلمان عبر صفقة سياسية مع حزب الوفد.

وأضاف أحمد الخطيب: "ما فيش صلح مع الإخوان"، في إشارة إلى موقف الشعب بعد ثورة 30 يونيو 2013، حيث رفض المصريون تمامًا عودة الجماعة للمشهد السياسي، مهما كانت التبريرات، معلقًا: "ده الشيء اللي عاجبني في دولة 3 يوليو"، في إشارة إلى رفض التصالح مع الإرهاب.

الإخوان لا يتغيرون

أوضح أحمد الخطيب أن كل المحاولات الرسمية لاحتواء الجماعة باءت بالفشل، لأن تركيبتها الفكرية والتنظيمية لا تؤمن بالتعدد ولا تعترف بالدولة. وأكد أن الجماعة لا تتعامل مع الديمقراطية إلا كوسيلة للتمكين، ثم تنقلب عليها فورًا بمجرد بلوغ الحكم.

وتابع أحمد الخطيب: "أنا لا أتصارع سياسيًا مع كيان يحكمه مرشد من الظل، ولا يمكن أن يُسمح له بالوجود في مشهد ديمقراطي صحي، لأنه ببساطة سرطان سياسي"، في إشارة إلى تجربة الإخوان في حكم مصر عقب عام 2012، والتي انتهت بكارثة سياسية واقتصادية وأمنية.

جماعة وظيفية تخريبية

لفت أحمد الخطيب إلى أن جماعة الإخوان ليست فصيلًا سياسيًا بل "جماعة وظيفية" خُلقت خصيصًا لتفكيك الدولة من الداخل، ونشر الفوضى وزعزعة الاستقرار. وأشار إلى أن التنظيم لا يعرف سوى أساليب الخيانة والتسلل والتآمر، ولا يحمل أي مشروع حقيقي سوى مشروع الهيمنة.

واستشهد أحمد الخطيب بتاريخ الجماعة في استخدام العنف والاغتيالات كوسيلة للتعبير عن الرفض، مشيرًا إلى أن هذا النمط لم يتغيّر منذ نشأتها وحتى اليوم، قائًلا: "كل ما تتاح لهم الفرصة يكرروا نفس الجرائم.. القتل، التفجير، الخيانة"، مشددًا على ضرورة توثيق هذه الأحداث في الذاكرة الوطنية حتى لا تتكرر أخطاء الماضي.

انتخابات مجلس الشيوخ
انتخابات مجلس الشيوخ

لا مستقبل للتصالح

اختتم أحمد الخطيب تصريحاته بالتأكيد على أن المعادلة تغيرت بعد 30 يونيو، وأن الدولة المصرية باتت تدرك جيدًا أن التصالح مع الإخوان ليس خيارًا، لأنه ببساطة "خط رجعة لمنظومة الخراب".

وشدّد أحمد الخطيب على ضرورة تحصين الأجيال الجديدة بالوعي السياسي والتاريخي، حتى لا تنخدع بالشعارات الرنانة التي طالما استخدمها الإخوان للوصول إلى أهدافهم التخريبية، مضيفًا: "لو نسينا.. هنقع تاني، والدولة لازم تكون على وعي دائم بتاريخ هذه الجماعة".

تم نسخ الرابط