عاجل

محمود بسيوني: الدولة المصرية تتطور سياسيًا رغم محاولات التشويه | فيديو

الكاتب الصحفي محمود
الكاتب الصحفي محمود بسيوني

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، محمود بسيوني، أن مصر تعيش حالة من التطور السياسي المستمر، منذ ما بعد عام 2013 وحتى الآن، مشيرًا إلى أن التجربة الديمقراطية المصرية فريدة من نوعها، وتختلف في جوهرها عن أي تجارب سياسية في دول الجوار.

وأوضح محمود بسيوني ، خلال لقائه في برنامج برلمان المواطن المذاع على قناة المحور، أن كل برلمان مصري يأتي ليتسلم المهام من سابقه، ويكمل مسيرة التطوير السياسي، سواء في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب، معتبرًا أن هذا التراكم الديمقراطي يؤكد أن هناك إرادة سياسية ومجتمعية حقيقية للمضي في طريق الإصلاح السياسي.

تطور ديمقراطي صحي

وصف محمود بسيوني هذا التطور السياسي بأنه "صحي جدًا"، موضحًا أنه لا توجد تجربة ديمقراطية واحدة يمكن تعميمها على كل الدول، خاصة أن لكل دولة خصوصيتها وظروفها وتحدياتها، قائًلا: "مصر لها تجربتها الخاصة، ولا يمكن مقارنتها بدول أخرى قد تبدو أكثر استقرارًا سياسيًا لكنها لا تمر بنفس ظروفنا".

وأشار محمود بسيوني إلى أن بعض المحاولات للمقارنة بين النظام السياسي المصري وتجارب دول أخرى هو نوع من التبسيط المخل، لأن الواقع المصري مختلف تمامًا، ويخضع لمعادلات داخلية وإقليمية شديدة التعقيد.

الاصطفاف الوطني ضرورة

تحدث محمود بسيوني عن أهمية فكرة "الاصطفاف الوطني"، معتبرًا إياها أحد المرتكزات التي حافظت على الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، قائًلا: "من يتابع المشهد في الأسابيع الأخيرة يدرك أن مصر تصارع للبقاء في منطقة ملتهبة ومليئة بالصراعات والتآمر."

وأوضح محمود بسيوني أن هذا الواقع الإقليمي المتفجر يحتم على المصريين التكاتف والدفاع عن تجربتهم السياسية، في مواجهة حملات التشويه والمؤامرات التي تحاول النيل من الاستقرار السياسي المصري، مؤكدًا أن هناك جهات تعمل بشكل مباشر على زعزعة ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.

قلق شعبي مشروع

وأشار محمود بسيوني إلى أن المصريين باتوا يشعرون بقلق حقيقي على دولتهم، نتيجة المشاهد المتلاحقة في محيطهم الإقليمي، خاصة مع تصاعد نفوذ جماعات متطرفة وصلت للحكم في دول شقيقة، ذكرًا أن وجود شخصيات إرهابية مثل هشام العشماوي في المشهد السياسي لبعض الدول، يدق ناقوس الخطر.

وقال محمود بسيوني: "رأينا ما حدث في دول مجاورة، وكيف أن أشخاصًا يشبهون هشام العشماوي في الفكر والتنظيم تولوا الحكم ولو كان هذا السيناريو قد تحقق في مصر لكانت كارثة حقيقية"، لافتًا إلى أن الشعب المصري تفادى هذا المصير بسبب وعيه الوطني ويقظته السياسية.

تحذير من الماضي

استرجع محمود بسيوني تجربة حكم جماعة الإخوان في عام 2012، مؤكدًا أن تلك المرحلة كانت بمثابة "بروفة مرعبة" للسيناريو الكارثي الذي كان من الممكن أن يستمر، لولا تدخل الشعب، مضيفًا: "ما جرى في 2012 كان إنذارًا مبكرًا، وكانت مصر على وشك أن تدخل في نفق مظلم لسنوات طويلة".

واعتبر محمود بسيوني أن شخصيات مثل محمد مرسي وخيرت الشاطر كانوا مجرد واجهة لمشروع أكبر تقوده جماعات متطرفة لا تؤمن بالدولة الوطنية، موضحًا إن هذه الجماعات كانت تنفذ مخططًا خارجيًا للهيمنة على المنطقة، وقد فشل ذلك بفضل وعي المصريين وموقفهم الحاسم.

الشعب أساس النجاة

أشاد محمود بسيوني بالشعب المصري الذي وصفه بـ"الركيزة الأساسية لحماية الدولة"، مؤكدًا أن انتفاضته في 30 يونيو 2013 أنقذت البلاد من مصير مجهول، قائًلا: "الشعب المصري هو من انتفض، وليس مجرد النخبة السياسية أو القوات المسلحة. لقد كان هناك وعي شعبي متنامٍ أدرك حجم الخطر الحقيقي".

وأوضح محمود بسيوني أن ما جرى بعد ثورة 25 يناير من محاولات لاختطاف الدولة، تكرر بشكل مختلف في 30 يونيو، ولكن هذه المرة بحسم شعبي حقيقي، وضع حدًا لتلك المحاولات. وأكد أن الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في أي تحول سياسي.

مؤسسات داعمة للشعب

أوضح محمود بسيوني أن الشعب المصري لم يكن بمفرده في هذه المعركة، بل ساندته مؤسسات الدولة التي كانت تدرك أهمية الحفاظ على كيان الدولة، ومنع تفككها، منوهًا إلى أن المؤسسات الوطنية، مثل القوات المسلحة، كانت على وعي تام بطبيعة المخاطر التي تهدد كيان الدولة، ووقفت إلى جانب الشعب.

وأكد محمود بسيوني أن العلاقة بين الشعب والدولة بعد 2013 أصبحت أكثر نضجًا وتكاملًا، حيث يدرك المواطنون اليوم أن حماية الأمن القومي والاستقرار السياسي لا يمكن أن يكونا مسؤولية جهة واحدة فقط، بل يتطلبان مشاركة جماعية.

خطر التشويه الإعلامي

حذر محمود بسيوني من محاولات التشويه الإعلامي التي تُشن من الخارج ضد الدولة المصرية، والتي تستهدف تقويض الثقة بين الشعب ومؤسساته، قائًلا: "بعض وسائل الإعلام الموجهة تمارس دورًا تخريبيًا ممنهجًا، من خلال نشر معلومات مضللة وتحليلات مغلوطة.

وشدد محمود بسيوني على أن هذه المحاولات لن تنجح طالما أن هناك وعيًا شعبيًا متزايدًا، وطالما أن المواطن يرى بنفسه الحقائق على الأرض، مؤكدًا  أن المصريين أصبحوا يدركون الفارق بين النقد البناء ومحاولات الهدم المتعمد، وأنهم لن يسمحوا بتكرار سيناريو الفوضى.

تطور مؤسسات الدولة

لفت محمود بسيوني إلى أن التطور الذي تشهده الدولة لا يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل يشمل أيضًا تحديث مؤسسات الدولة وهيئاتها الرقابية والتشريعية، مؤكدًا أن هناك حراكًا حقيقيًا داخل البرلمان لمناقشة قوانين تتعلق بالحريات العامة والعدالة الاجتماعية.

وأوضح محمود بسيوني أن المؤسسات الرقابية باتت أكثر فعالية في متابعة أداء المسؤولين، وأن هناك إرادة واضحة لمكافحة الفساد والتجاوزات، مما يعزز ثقة المواطن في جدية الدولة في محاربة مظاهر الخلل.

انتخابات مجلس الشيوخ 
انتخابات مجلس الشيوخ 

دعوة للاستمرار بالحذر

اختتم محمود بسيوني تصريحاته بالتأكيد على أن معركة الوعي لم تنتهِ بعد، وأن المطلوب من المصريين هو الحفاظ على حالة اليقظة الوطنية، ومتابعة المشهد السياسي بدقة، والتفاعل الإيجابي مع الاستحقاقات الوطنية، معتبرًا أن الانتخابات الأخيرة لمجلس الشيوخ خير دليل على أن هناك شعبًا يدافع عن تجربته ويؤمن بها.

وقال: "التحدي الحقيقي الآن هو استمرار هذا الوعي وعدم السماح لأي جهة باستغلال المشكلات الداخلية للنيل من استقرار الدولة. مصر تسير في طريقها، رغم المصاعب، وستنجح طالما أن شعبها متمسك بوحدته".

تم نسخ الرابط