في ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. كيف هشَّم الانفجار بيوت الأزياء اللبنانية؟

يحيي لبنان، اليوم الاثنين الرابع من أغسطس، الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف، في حادثة تعد الأعنف في تاريخ لبنان وثاني أكبر انفجار غير نووي في العالم بعد انفجار ميناء هاليفاكس في كندا عام 1917.
تسبب الانفجار الذي هزّ العاصمة اللبنانية، في 4 من أغسطس عام 2020 في تدمير معظم مقرّات بيوت الأزياء التابعة لأشهر المصممين اللبنانيين، الذين تتهافت النجمات العربيات والعالميّات على ارتداء أزياء تحمل توقيعهم في أهم مهرجانات صناعة السينما والموضة.
تمكّن لبنان خلال العقود الأخيرة من لعب دور مهمّ في صناعة الموضة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وقدّر حجم سوق الموضة اللبنانيّة خلال العام 2017 بحوالى 1,5 مليار دولار أميركي حسب شركة "فيتش سوليوشنز".
ولكن هذه الصناعة قد واجهت تحدياً ثلاثياً يتمثّل في الأزمات الصحيّة والاقتصاديّة، وأخيراً الدمار الذي ألحقه الانفجار الكارثيّ بدور الأزياء والأسواق التجاريّة التمركزة في قلب العاصمة بيروت.
تأثر دور الأزياء اللبنانية بسبب انفجار مرفأ بيروت
تعرّضت دور أزياء إيلي صعب، وزهير مراد، وربيع كيروز، وطوني ورد، ورامي قاضي، وقزي وقسطا، وحسين بظاظا، وساندرا منصور، وعزّام سليم وعبد محفوظ إلى دمار هائل وقت الانفجار.




المصمم عبد محفوظ يحكي معاناته مع انفجار مرفأ بيروت
قال المصمم اللبناني عبد محفوظ في تصريحات سابقة: "رغم كل ما مرّ على لبنان من أزمات، إلا أن انفجار مرفأ بيروت دفعني إلى اتخاذ قرار المغادرة إذ اتضح لي أن الوطن أصبح مقبرة للأحلام وأعمارنا وأرزاقنا أصبحت بأيدي العابثين بأقدارنا، لذلك كان لا بد لي من أن أترك بلدا سرقنا فيه الحكام وفجرونا، إلى بلد يمكنني أن أكمل فيه مسيرة تعبت عليها 40 عاماً"، وأكد أنه سعيد جداً بفتح دار أزيائه في الإمارات كونه سيصبح قريباً من زبوناته اللواتي كنّ يقصدنه في لبنان.

تدمير دار أزياء زهير مراد
وكان قد نشر زهير مراد مقطع الفيديو الذي ظهر من خلاله تدمير مبناه بالكامل، عبر حسابه الشخصي بموقع الصور إنستجرام، وكتب معلقاً "قلبي مكسور، ولا يمكنني التوقف عن البكاء، تدمر مجهود سنوات في لحظة، الحمد لله على كل شيء".



وسرعان ما استقبل مصمم الأزياء اللبناني، الكثير من التعليقات لمواساته على تلك الخسائر الفادحة، ومن أوائل التعليقات النجمة اللبنانية سيرين عبد النور والنجمة التونسية درة.
واللافت أن معظم هؤلاء المصممون أعادوا دور أزيائهم مرة آخرى بقوة ونجاح كبير مما يعكس روح الشعب اللبناني في الإصرار وحب الحياة والنجاح.