مدير مرفأ بيروت: تحقيق نسبة تشغيل 100% بعد 3 سنوات من الكارثة

أعلن عمر عيتاني، مدير عام مرفأ بيروت، أن المرفأ تمكن خلال ثلاث سنوات فقط من استعادة كامل قدرته التشغيلية بنسبة 100% بعد الكارثة المدمّرة التي لحقت به في أغسطس 2020، مشيرًا إلى قفزة هائلة في الإيرادات من 10 ملايين دولار بعد الانفجار إلى 150 مليون دولار في العام الحالي، فضلًا عن تحقيق رقم قياسي جديد في استقبال الحاويات النمطية خلال يوليو 2025.
من الانهيار إلى الريادة
أوضح عمر عيتاني، خلال مداخلة على فضائية "القاهرة الإخبارية" مع الإعلامية أمل مضهج، أن المرفأ الذي كان في المرتبة 225 عالميًا بعد الانفجار، استطاع بجهود متواصلة الصعود إلى المرتبة 67 عالميًا، مؤكدًا أن هذه القفزة تعكس عودة الثقة الدولية في المرفأ، وقدرته على أداء دوره الاستراتيجي في حركة التجارة الدولية.
وأشار عمر عيتاني إلى أن المرفأ بات محط أنظار الشركات والدول الإقليمية والدولية، بفعل قدرته التشغيلية العالية والتزامه بالمعايير الحديثة، موضحًا أن بيروت مؤهلة اليوم للعب دور محوري في إعادة إعمار سوريا، كما أنها قادرة على الانخراط في ممرات التجارة الجديدة، مثل مشروع ممر الهند الشرق الأوسط، وهو ما يمنح لبنان موقعًا استراتيجيًا على خارطة التحولات اللوجستية.
الاستعداد للبناء دون المساس
وحول مسألة الأهراء القديمة التي تضررت بالانفجار، شدد عمر عيتاني على أن إدارة المرفأ جاهزة لبناء أهراء جديدة بجوار الموقع الحالي، مع الالتزام بعدم الاقتراب من الأهراء المتضررة التي لا تزال منطقة حمراء، انتظارًا لصدور قرار سياسي رسمي من الحكومة اللبنانية، مؤكدًا أن الحفاظ على هذا الموقع هو جزء من الذاكرة الجماعية للكارثة التي لا تزال حاضرة في الوعي اللبناني.
كشف عمر عيتاني عن تعاون لبناني-فرنسي في إعداد مخطط توجيهي شامل وحديث لتطوير المرفأ، تم بالتعاون مع الحكومة الفرنسية، بهدف مواكبة المرافئ العالمية من حيث الكفاءة والبنية التحتية والرقمنة، مضيفًا أن دفاتر الشروط باتت جاهزة، وأن عملية عرضها للتنفيذ ستنطلق قريبًا، مع الحفاظ الكامل على الشكل التاريخي للمكان، بما يحقق المعادلة الصعبة بين التطوير والهوية المعمارية.

المرفأ بوابة الشرق
واختتم عمر عيتاني حديثه بالتأكيد على أن مرفأ بيروت اليوم ليس مجرد مرفق اقتصادي، بل بوابة للبنان نحو العالم، ومنصة استراتيجية لإعادة ربط البلاد بالمحيط الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الإدارة الحالية تتطلع إلى جعل بيروت مركزًا محوريًا للتجارة والخدمات اللوجستية في شرق المتوسط، رغم كل ما مرّ به من دمار وفقدان.