تحدت زهيمر زوجها.. المهندسة سناء الأم المثالية بالمنيا: ربيت وعلمت طبيبة وصحفي ومدرسة

في قلب محافظة المنيا، حيث حكايات الصمود والكفاح، تقف المهندسة سناء فؤاد إلياس يوسف، شامخة كأهرامات بلدها، لتجسد أروع معاني الأمومة والتضحية، لم تكتفِ هذه السيدة الحديدية بمواجهة قسوة الحياة وتحديات تربية الأبناء، بل صارعَت وحدها مرض الزهايمر الذي ألم بزوجها، ووهن قلبها، وفيروس "C" الذي استوطن جسدها، لتنتصر في النهاية وتحصد لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية، تاركة خلفها قصة تُلهم الأجيال.
"تعبت وكبرت" رحلة من المعاناة إلى القمة
تحكي المهندسة سناء لـ نيوز روم، وعيناها تلمعان ببريق الإصرار، فصولًا من حياتها التي لم تخلُ من الصعاب، بدأت المعركة الحقيقية عندما بدأ شبح الزهايمر يخيّم على ذاكرة زوجها، ليتحول رفيق الدرب وسند العمر إلى طفل يحتاج إلى رعاية مضاعفة، وفي الوقت الذي كانت فيه تتولى مسؤولية زوجها المريض، لم ترحمها الأقدار، لتكتشف إصابتها بفيروس "C" الذي نال من جسدها، وتفاقمت آلام قلبها الذي حمل همومًا أثقل من الجبال.
"تعبت وكبرت قبل أواني"، تقول المهندسة سناء بصوت يملؤه الرضا، "لكن لم يكن أمامي خيار آخر، كان عليّ أن أكون قوية من أجل أولادي وزوجي، كنت أعمل وأسهر وأرعى، ولم أتذمر يومًا، كنت أرى في عيون أولادي مستقبلي، وهذا ما أعطاني القوة لأتحمل كل شيء".
"خرجت طبيبة وصحفي ومدرسة" ثمار التضحية
لم تسمح المهندسة سناء لمرضها أو ضعف جسدها أن يعيق مسيرة أبنائها التعليمية، عملت ليل نهار، ووفرت لهم كل سبل التفوق، وكانت لهم الأم والأب والصديق والمعلم والنتيجة كانت مبهرة، فقد تخرجت ابنتها الكبرى طبيبة ماهرة، تسهر على راحة المرضى وتخفف آلامهم، أما ابنها الأوسط، فقد اختار طريق الصحافة، ليحمل قلمه سلاحًا للدفاع عن الحق والعدل، والابنة الصغرة، فقد سلكة درب التعليم، ليغرس في نفوس النشء قيم العلم والأخلاق.
"عندما أرى أولادي ناجحين وسعداء، أنسى كل التعب والمعاناة التي مررت بها"، تقول المهندسة سناء بفخر، "هم النور الذي أضاء حياتي، وهم الثمرة الطيبة لسنوات من الكفاح والتضحية".
"رغم معاناتي مع المرض" قوة الإيمان
لم تكن رحلة المهندسة سناء سهلة أبدًا، فمعاناتها مع مرض زوجها وفيروس "سي" والقلب كانت تزداد يومًا بعد يوم، لكنها كانت تستمد قوتها من إيمانها العميق بالله، ومن يقينها بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، كانت صلاتها ودعاؤها هما السلاح الذي واجهت به كل الصعاب.
واضافة المهندسة سناء، أنها كانت دائمًا ألجأ إلى الله في ضعفي،و تقول : كنت أجد فيه السند والعون، وكنت أؤمن بأن الله معي، وأنه لن يتركني وحدي في هذه المحنة.
"الأم المثالية" تكريم مستحق
لم يكن لقب الأم المثالية مجرد جائزة عابرة للمهندسة سناء، بل كان اعترافًا مستحقًا برحلة كفاح طويلة، وتضحيات عظيمة، وعطاء بلا حدود، كانت قصتها مصدر إلهام للكثيرين، وأثبتت أن الأم المصرية قادرة على فعل المستحيل من أجل أبنائها.
رسالة إلى كل أم
توجه المهندسة سناء رسالة من القلب إلى كل أم مصرية، قائلة: "كوني قوية وصابرة، ولا تيأسي أبدًا، أولادك هم أغلى ما تملكين، فاستثمري فيهم كل طاقتك وحبك، وستجنين ثمار تعبك في النهاية، وتذكري دائمًا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً".
إن قصة المهندسة سناء فؤاد إلياس يوسف هي قصة حب وتضحية وإيمان، وهي شهادة حية على عظمة الأم المصرية وقدرتها على تحدي أقسى الظروف، ستبقى قصتها نبراسًا يضيء دروب الأمهات، ورمزًا للصمود والعطاء في وجه تحديات الحياة.