أُسطورة جبال المنيا..العمة زاهية للرئيس السيسي: نفسي أموت في الكعبة يا ريس|خاص

في إحدى قرى محافظة المنيا، تقف امرأة شامخة تحدت قسوة الطبيعة ووحشة الوحدة، لتصبح أسطورة حية في ذاكرة المكان، هي العمة " زاهية " عذراء الجبل، كفيفة البصر، لكنها مبصرة بالقلب، عاشت 70 عامًا، في منزل جبلي، لا يشاركها فيه سوى العفاريت، الذين أصبحوا أصدقاءها ورفاق وحدتها.

وحدة قاتلة وحزن أبيض العينين
تقول العمه زاهية لـ«نيوز رووم»، أن الحياة تخلت عنها، وتركتها وحيدة بعد وفاة والديها، وتخلى عنها أشقائها، ليصبح الجبل هو عالمها الوحيد، لم تيأس، ولم تستسلم، بل حولت وحدتها إلى قوة، وحزنها إلى صبر، وبياض عينيها إلى نور يضيء دربها كل ليلة طوال السنوات الماضية.
حلم العمر زيارة الكعبة
وناشدة العمة زاهية الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلة: "يا ريس، نفسي أموت في الكعبة، نفسي أزور بيت ربنا قبل ما أموت"، رغم قسوة الحياة، لم تفقد إيمانها، ولم تتخلى عن حلمها الأكبر وهو زيارة الكعبة المشرفة، وتتمنى أن يتحقق حلمها، وأن ترى الكعبة بعيون قلبها، وأن تدعو الله في بيته الحرام، قبل أن يدركها الموت، كما توجه العمة زاهية نداءً إلى القلوب الرحيمة، وإلى كل من يملك القدرة على تحقيق حلمها، بأن يمدوا لها يد العون، وأن يحققوا لها أمنيتها بزيارة بيت الله الحرام.
العفاريت أصحابي
وتعيش العمة زاهية في منزل حجري بسيط مكون من الطوب اللبن، لا يختلف عن الكهوف التي سكنها الأجداد، لا يوجد بداخله ماء، ولا كهرباء، ولا وسائل تواصل مع العالم الخارجي، لكنها لا تشكو، ولا تتذمر، بل تبتسم للحياة، وتحدث زائريها عن العفاريت الذين يشاركونها سكنها قائله: "العفاريت أصحابي، بيحرسوني من أي حد جي يئذيني، وبيجيبولي الأخبار من بره"، هكذا تقول العمة زاهية، وهي تضحك ضحكة صافية، لا تحمل بين طياتها ذرة يأس أو حزن.

قصة العمة زاهية هي قصة ملهمة، تعلمنا كيف نتحدى الصعاب، وكيف نحول الحزن إلى قوة، وكيف نتمسك بالأمل رغم قسوة الظروف، إنها قصة امرأة مصرية أصيلة بصعيد مصر بصحراء المنيا، لم تستسلم لليأس، بل صنعت من وحدتها عالمًا خاصًا بها، ومن حزنها قوة دافعة نحو الحياة.