في ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. سحر فارس "عروس" بيروت وقصة إنسانية ملهمة

يحيي لبنان، اليوم الاثنين الرابع من أغسطس، الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف، في حادثة تعد الأعنف في تاريخ لبنان وثاني أكبر انفجار غير نووي في العالم بعد انفجار ميناء هاليفاكس في كندا عام 1917.
أخذ الانفجار أرواح العديد من الضحايا الذين أفنوا يحياتهم دفاعاً عن الوطن، ولكن تبقى القصة الإنسانية لعروس بيروت الشهيدة “سحر فارس” التي وضعت بصمة في قلوب شعوب الوطن العربي وليس اللبناني فحسب فهي صاحبة قصة أثرت في قلوب الكثيرين حيث توفيت سحر فارس قبل زفافها بأشهر قليلة لكي تؤدي دورها الإنساني والأخلاقي كمسعفة مع فوج الإطفاء في إنفجار مرفأ بيروت.

سحر فارس.. "عروس" رحلت مع فوج الإطفاء المفقود ببيروت
كانت الشابة سحر فارس من بين الضحايا الذين لقوا حتفهم من جراء انفجار بيروت، إلا أن قصتها جعلتها حديث مواقع التواصل الاجتماعي.

وانتشرت قصة سحر فارس على المواقع والصفحات الإلكترونية، إذ كان من المفترض أن تصبح عروسا في الصيف قبل إنفجار المرفأ، إلا أنها قضت في الانفجار المروع الذي هز العاصمة اللبنانية.
وقالت مصادر محلية إن سحر كانت ترافق 9 من زملائها في فوج إطفاء بيروت، لإخماد الحريق الذي سبق الانفجار.

وما جعل فارس حديث المواقع، هي الرسالة المؤثرة التي نشرها خطيبها السابق جيلبير قرعان، على حسابه في فيسبوك، قال فيها إن عرسهما كان سيقام في يونيو 2021.
وأضاف: "ألغي زفافك في 6 يونيو 2021، لكنه سيقام غدا.. كل ما كنت تخططين له سيتم تحضيره، إلا رؤيتي لك بالفستان الأبيض".
وتابع: "حرقت قلبي.. راح طعم الحياة مع غيابك عني.. أحبك وسأظل أحبك حتى أصير معك ونكمل مشوارنا".

الدولة اللبنانية ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة
وفي هذا السياق، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم، أن الدولة اللبنانية ملتزمة بكشف الحقيقة كاملة مهما كانت المعوقات ومهما علت المناصب، وأنه لن يفلت من العقاب كل من تسبب بإهماله أو تقصيره أو فساده في "جريمة مرفأ بيروت".

قبل 5 سنوات من هذا اليوم، وبصمتٍ شبه تام، انفجر نوع جديد من المواد فوق رؤوس اللبنانيين، فهزّ قلب العاصمة بيروت، ووصلت تردداته إلى سوريا وقبرص وفلسطين.
كان العصف يومها أشدّ توهجاً من الشمس، وغطى الزجاج مساحة المدينة كلها، وقتلت موجات الصدمة أكثر من 200 شخص، وأصيب الآلاف بجروح قاتلة، وظنّ معظم اللبنانيين أنه سيكون يومهم الأخير، بعد أن مسح الانفجار أحياء بأكملها عن الخارطة.
تعدّدت الآراء حول أسباب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، فمنهم من قال إن أعمال تلحيم وصيانة تسببت باندلاع الحريق، ومنهم من ردّ ذلك إلى استهداف إسرائيلي للمخازن بصاروخ مباشر، أدى إلى احتراق كمية كبيرة من نترات الأمونيوم، كانت مخزّنة في مرفأ بيروت منذ سنوات، في ظل ظروف غير آمنة.