مختار غباشي: مصر تواصل استحقاقاتها الدستورية بثقة وهدوء وسط محيط ملتهب |فيديو

في تحليل سياسي يعكس أهمية المرحلة التي تمر بها مصر، أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الدولة المصرية تسير بثبات نحو استكمال العملية الديمقراطية رغم اشتعال محيطها الإقليمي بالحروب والصراعات، معتبرًا أن مشهد انتخابات مجلس الشيوخ 2025 رسالة داخلية وخارجية تؤكد قوة الدولة واستقرارها السياسي.

مشهد انتخابي رغم التوتر 

وخلال لقائه في برنامج "برلمان المواطن" على قناة المحور الفضائية، أوضح مختار غباشي أن مصر تنظم استحقاقاتها الدستورية في وقت يمر فيه العالم والمنطقة بأزمات غير مسبوقة، من بينها استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والصراع الأوكراني الروسي، والتوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى الوضع المعقد في سوريا ولبنان، وعدم الاستقرار المستمر في ليبيا والسودان.

وأشار مختار غباشي إلى أن هذه الأزمات تمثل مشهدًا إقليميًا دوليًا ساخنًا لن يهدأ بسهولة، مؤكدًا أن مصر تقف وسط هذا الاشتعال، ومع ذلك تمضي قدمًا في استحقاقاتها الدستورية، بعزيمة واضحة على استكمال البناء الديمقراطي.

استحقاقات مستمرة 

ونوّه مختار غباشي إلى أن مصر تمكنت، رغم التحديات، من إجراء انتخابات مجلس الشيوخ الحالية، وقريبًا انتخابات مجلس النواب، في وقت تحلم فيه دول مجاورة بعودة الحد الأدنى من الاستقرار، قائًلا: "البعض لا يجد مشهدًا انتخابيًا من الأساس، بينما نحن نعيش استحقاقات ديمقراطية حقيقية، وهو ما يعكس قوة الدولة المصرية وقدرتها على الإدارة السياسية الرشيدة".

وشدد مختار غباشي على أن استقرار مصر له انعكاسات مباشرة على أمنها القومي، خاصة في ظل الأوضاع المتقلبة في دول الجوار، مثل ليبيا التي ما زالت تمر بمرحلة انتقالية غامضة، والسودان الذي يشهد صراعًا داخليًا بين قوتين عسكريتين أدى إلى نزوح الآلاف باتجاه الحدود المصرية، ما يُشكل تحديًا أمنيًا وإنسانيًا كبيرًا.

استقرار سياسي بلا صراعات

وأكد مختار غباشي أن الانتخابات تُعطي رسالة قوية بأن مصر قادرة على إدارة ملفاتها الداخلية رغم تعقيد المشهد الإقليمي، وهو ما يعكس قدرتها على الصمود أمام محاولات الإرباك الخارجي أو الحملات الممنهجة لتشويه صورة الدولة.

وأشار مختار غباشي إلى أن انتخابات مجلس الشيوخ تسير بـهدوء وتوازن، دون صراعات أو استقطابات سياسية، في ظل تنظيم جيد ومنافسة متزنة، ما يعطي انطباعًا بأن الديمقراطية في مصر بدأت تنضج وتأخذ شكلها الصحيح، بعيدًا عن الفوضى أو التناحر السياسي، وهو ما يعزز الصورة الإيجابية للبلاد على الساحة الدولية.

رسائل طمأنة للعالم

واختتم الدكتور مختار غباشي حديثه بالتأكيد على أن المشهد الانتخابي الحالي يُمثل رسالة طمأنة قوية للداخل المصري وللعالم الخارجي، مفادها أن مصر دولة مستقرة، تملك قرارها، وتُواصل بناء مؤسساتها دون انقطاع، رغم محاولات إفشال التجربة أو إحباط المواطن. وأضاف: "الدولة المصرية تسير بخطى هادئة نحو استحقاقاتها، وهذا ما ينعكس سياسيًا واقتصاديًا على مكانتها وثقلها الإقليمي".