سيف سله الله على المشركين .. مناقب وشجاعة خالد بن الوليد

يتجدد في اليوم الثامن عشر من شهر رمضان الحديث عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عبر موقع «نيوز رووم» حيث الصحابي الجليل وسيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه.
سيف سله الله على المشركين
هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، المكنّى بأبي سليمان، وقيل: أبو الوليد. يلتقي في النسب مع الرسول في مرة بن كعب الجد السادس للرسول.
جاء في كنيته وألقابه الكثير منها: "سيف الله تعالى، وفارس الإسلام، وليث المشاهد، السيد، الإمام، الأمير الكبير، قائد المجاهدين، أبو سليمان القرشي المخزومي المكي، وابن أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث.

إسلام خالد بن الوليد
يقول صاحب "سير أعلام النبلاء": "هاجر مسلمًا في صفر سنة ثمان، ثم سار غازيًا، فشهد غزوة مؤتة، واستشهد أمراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة: مولاه زيد ، وابن عمه جعفر ذو الجناحين ، وابن رواحة ، وبقي الجيش بلا أمير ، فتأمر عليهم في الحال خالد ، وأخذ الراية ، وحمل على العدو ، فكان النصر . وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - سيف الله ، فقال : إن خالدًا سيف سله الله على المشركين".
شهد الفتح وحنينا، وتأمر في أيام النبي - صلى الله عليه وسلم - واحتبس أدراعه ولأمته في سبيل الله، وحارب أهل الردة، ومسيلمة، وغزا العراق، واستظهر، ثم اخترق البرية السماوية بحيث إنه قطع المفازة من حد العراق إلى أول الشام في خمس ليال في عسكر معه، وشهد حروب الشام، ولم يبق في جسده قيد شبر إلا وعليه طابع الشهداء .
والله لأُنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد
تجلت عبقرية خالد بن الوليد الحربية في معركة اليرموك، حيث التقى تحت قيادته ثلاثون ألفًا أو أقل بجيش الإمبراطورية البيزنطية المسيحية مئتان وأربعون ألفاً، ويساندهم حوالي ستين ألفاً من العرب الغساسنة. في المعركة التي بدأت 20 أغسطس 636 واستمرت ستة أيام.
كان من نتائج معركة اليرموك مقتل أكثر من سبعين ألفاً من الروم، وقيل مئة وعشرين ألفاً. واستشهاد وجرح ثلاثة آلاف مقاتل من الصحابة، من بينهم عكرمة بن أبي جهل وضرار بن الأزور -رضي الله عنهما-. وفرار باهان قائد قوات الروم بأربعين ألف من فرسانه، ومغادرة هرقل الشام قائلًا: "السلام عليك يا سوريا، سلامًا لا لقاء بعده".
وكان مما قاله الصديق أبو بكر عن خالد بن الوليد في هذه المعركة: "والله لأُنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد".

وفاة سيف الله المسلول
ذكر الواقدي : حدثنا عمرو بن عبد الله بن عنبسة ، سمعت محمد بن عبد الله الديباج يقول : لم يزل خالد مع أبي عبيدة حتى توفي أبو عبيدة ، واستخلف عياض بن غنم . فلم يزل خالد مع عياض حتى مات ، فانعزل خالد إلى حمص ، فكان ثم ، وحبس خيلا وسلاحا ، فلم يزل مرابطا بحمص حتى نزل به ، فعاده أبو الدرداء ، فذكر له أن خيله التي حبست بالثغر تعلف من مالي ، وداري بالمدينة صدقة ، وقد كنت أشهدت عليها عمر . والله يا أبا الدرداء لئن مات عمر ، لترين أمورا نكرها .
وروى إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عمه موسى قال : خرجت مع أبي طلحة إلى مكة مع عمر ، فبينا نحن نحط عن رواحلنا إذ أتى الخبر بوفاة خالد ، فصاح عمر : يا أبا محمد ، يا طلحة هلك أبو سليمان ، هلك خالد بن الوليد . فقال طلحة :
لا أعرفنك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادا
وعن أبي الزناد : أن خالد بن الوليد لما احتضر بكى وقال : لقيت كذا وكذا زحفا ، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف ، أو رمية بسهم ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء .