سلطان المداحين .. أسرار ومعلومات عن سفير الروحانية الصوفية أحمد التوني

يظل الشيخ أحمد التوني نجما في سماء عالم الإنشاد الديني رغم مرور سنوات على رحيله,وبالتزامن مع ذكرى وفاته نعرض في السطور التالية نبذة عن سلطان المداحين والذي فارق دنيانا في السابع عشر من مارس، تحل ذكرى وفاة الشيخ أحمد التوني سفير الروحانية الصوفية، أحد أبرز المنشدين الصوفيين في مصر والعالم العربي، الذي رحل عن عالمنا في عام 2014 عن عمر ناهز 82 عامًا.
النشأة والمسيرة الفنية
وُلد الشيخ أحمد التوني في قرية الحواتكة بمحافظة أسيوط في صعيد مصر عام 1932. نشأ في عائلة عُرفت بحبها للإنشاد والتصوف، مما أثرى موهبته منذ الصغر. بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث كان يشارك في الموالد وحلقات الذكر، ليصبح لاحقًا رمزًا للإنشاد الصوفي.
تميز أحمد التوني بأسلوب فريد يمزج بين الارتجال والألحان البسيطة، مع التركيز على الكلمات والمضمون الروحي. كان ينشد أشعار كبار أئمة التصوف مثل ابن الفارض والحلاج، معتمدًا على تخت موسيقي شرقي بسيط يتألف من آلات كالرق والناي والكمان. هذا الأسلوب جعله يحظى بشعبية واسعة، ليس فقط في مصر، بل امتدت شهرته إلى دول عديدة.
نشر رسالة التصوف الإسلامي
لم تقتصر شهرة الشيخ التوني على مصر، بل تجاوزتها إلى العالمية. دُعي للمشاركة في العديد من المهرجانات الموسيقية الروحية في دول مثل فرنسا، الولايات المتحدة، البرازيل، والأرجنتين، حيث قدّم الإنشاد الصوفي لجمهور متنوع، مسهمًا في نشر رسالة التصوف الإسلامي عالميًا.
جاءته السيدة زينب رضى الله عنها فى المنام، حينما كان طفلًا، روت عطشه بماء موضوع فى كأس، فاستبشر مداح النبى، المنشد الراحل أحمد التونى، وسخر حياته لآل بيت النبى محمد، خاصة السيدة زينب، التى أحبها وجاورها ومدح فضائلها، حتى لقبه المحبون بـ«مجذوب السيدة»، قبل أن يلقب بعد ذلك بـ«ساقى الأرواح» و«سلطان المداحين».
نقل فن الإنشاد من المحلية إلى العالمية
ورغم أنه كان ينشد أشعارًا معروفة لكبار أئمة التصوف، مثل «ابن الفارض والحلاج وأبوالعزايم»، بصحبة فرقة موسيقية بسيطة، استطاع بـ«صدق ورقة» أن ينقل فن الإنشاد من المحلية إلى العالمية.. كان يقف وسط الأجانب واثقًا، ويضرب كأسه بمسبحته، ويلقى سحره.
f وحين بلغ ٢٦ عامًا، توفى الشيخ «الشبيتى»، وفى مولد الفرغل جاءت الدعوة لـ«سلطان المداحين»، وهو اللقب الذى ورثه عن شيخه، وتميز «التونى» فى هذه الفترة بالتلقائية فى الأداء، فقد كان يؤدى القصيدة على حسب الموقف ونوع الجمهور والحالة التى يقام فيها الذكر.
وفي السابع عشر من مارس 2014، توفي الشيخ أحمد التوني في مسقط رأسه بقرية الحواتكة. شيّع جثمانه الآلاف من محبيه، معبرين عن تقديرهم لإسهاماته الفنية والروحية. يُعتبر التوني مدرسة متفردة في الإنشاد الصوفي، وترك إرثًا غنيًا يستمر في إلهام الأجيال الجديدة من المنشدين.