«كأنها بداية الحرب».. كيف مرت غارات الإحتلال العنيفة على أهالي غزة؟|صور

بسلسلة من الغارات العنيفة التي راح ضحيتها مئات الأبرياء، عاود جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء، مدعيًا أن هذه الهجمات تستهدف حركة المقاومة الإسلامية حماس، بعد رفضها إطلاق سراح الأسرى ورفضها جميع مقترحات وقف إطلاق النار.
وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان رسمي أنها أصدرت تعليمات للجيش باستهداف الحركة، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أمر الجيش باتخاذ "إجراء قوي" ضد حماس في غزة، مشددًا على أن إسرائيل ستتحرك من الآن فصاعدًا بقدرة عسكرية متزايدة.
ليلة كأنها بداية الحرب من جديد
"مشاهد الدمار كانت في كل مكان".. يقول الصحفي ياسر عدوان يتذكر عندما وقف وسط الدمار والنيران المشتعلة، يراقب السماء التي لا تتوقف عن الاشتعال تحت وطأة القصف الجوي، والغارات التي طالت شمال القطاع وجنوبه، ما بين الطائرات الحربية والمسيّرات، وحتى الدبابات التي أطلقت نيرانها بلا هوادة نحو الأحياء السكنية وخيام النازحين، التي تحولت إلى أهداف مباشرة.
وتابع الصحفي ياسر عدوان، أثناء حديثه لـ "نيوز رووم"، أن "الغارات كانت مكثفة.. كأن الحرب عادت من جديد"، مشيرًا إلى أن القصف العنيف أسفر عن سقوط مئات الضحايا، حيث أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد أكثر من 326 فلسطينيًا، في حين تعرضت منازل المدنيين والخيام في شمال القطاع وجنوبه لدمار واسع.
ونزح السكان مجددًا من المناطق الشرقية لخان يونس وبيت حانون خوفًا من اجتياح بري وشيك، خاصة بعد نشر الاحتلال تحذيرات تطالبهم بالمغادرة.
يقول عدوان: "الناس مذعورون، يتساءلون: هل ستعود الحرب مجددًا؟". وأكمل الصحفي أنه على الرغم من أن أهالي غزة اعتادوا ويلات الحروب، إلا أن هذه الليلة لم تكن عادية، موضحا أنها "كانت كابوسًا يعيدنا إلى الأيام الأولى للحرب"، مشددًا على أن الاحتلال يدعي استهداف قيادات حماس، لكنه في الواقع يقصف المدنيين، حيث أن معظم الضحايا كانوا من الأطفال والنساء.

وتابع أن مستشفى ناصر، تكدست بها الجثث التي ظلت فوق بعضها البعض، مع نقص حاد في الدم دفع وزارة الصحة لإطلاق نداء عاجل للتبرع، موضحا أن فرق الدفاع المدني والطواقم الطبية عملت بأقصى جهدها لإنقاذ المصابين، لكن لا يزال العديد من الجرحى تحت الأنقاض.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
وأكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة أن الاحتلال شن غارات مكثفة أثناء نوم السكان، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، معظمهم من النساء والأطفال، محذرا من أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب نقص الإمكانيات الطبية، موضحًا أن 25 مستشفى من أصل 38 خرجت عن الخدمة، مما يجعل الوضع الصحي كارثيًا ويستدعي تدخلاً عاجلاً لإنشاء مستشفيات ميدانية.
ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى التبرع بالدم بشكل عاجل في مختلف أنحاء القطاع، لمواجهة النقص الحاد في المخزون الطبي وإنقاذ الجرحى الذين يتزايد عددهم مع استمرار القصف.
غزة لا تريد الحرب
من بين أصوات الغارات والصواريخ، يعبر مصطفى عقيل أحد سكان غزة عن أمنية الجميع: "لا نريد الحرب نريد أن تنتهي إلى الأبد".
وأوضح عقيل، أثناء حديثه لـ "نيوز رووم"، أن الأهالي في غزة يتمنون الأمان، يريدون حياة طبيعية، طعامًا متوفرًا بأسعار معقولة، مساعدات إنسانية، ووقودًا يكفي لمعيشتهم، قائلا "أكبر أحلامنا ألا تعود الحرب مجددًا".
الضوء الأخضر الأمريكي
وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن إسرائيل رفضت اتفاقًا انتقائيًا للإفراج عن أسرى يحملون الجنسية الأمريكية وأبلغت الإدارة بأنها استنفدت جميع الجهود الدبلوماسية.
ووفقًا للتقارير، خوّل المجلس الوزاري المصغر نتنياهو ووزير الدفاع لتحديد موعد تجديد القتال، وهو القرار الذي تم اتخاذه خلال اجتماع في وزارة الدفاع بتل أبيب.
كما أفادت الصحيفة بأن تجدد القتال جاء بتنسيق مع الإدارة الأمريكية التي لم تمارس أي ضغوط على إسرائيل لإدخال المساعدات، ما اعتبرته الأخيرة دعمًا يساعدها في الجهد الحربي.
وفي ذات السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول إسرائيلي أن الرئيس دونالد ترامب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات، بعد رفض حماس إطلاق سراح الأسرى.
خطة إسرائيل العسكرية
ووفقًا للخطة العسكرية الإسرائيلية، يعتزم الجيش التقدم داخل القطاع و"تطهير" مناطق محددة، مع نقل المدنيين إلى ما تسميه إسرائيل "مناطق إنسانية"، وسط تزايد القلق الدولي من تكرار سيناريو المجازر الجماعية في غزة.