عكرمة صبري يحذّر من اقتحام الأقصى: «مؤامرة لجرّ العالم الإسلامي لصمت مخجل»
وصف الدكتور عكرمة صبري، إمام وخطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، اقتحام وزير الحرب الإسرائيلي للمسجد الأقصى بـ"الحدث الخطير والمفزع"، مؤكدًا أن المشهد لم يعد مجرد استفزاز فردي من متطرفين، بل رسالة رسمية من حكومة الاحتلال لتطبيع العدوان وتثبيت أطماعها.
وأكد عكرمة صبري، في تصريحات نارية عبّر عنها خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حضرة المواطن" على قناة الحدث اليوم، أن مشاركة وزراء ومسؤولين إسرائيليين في اقتحام باحات الأقصى تعكس تصميم الاحتلال على فرض سيادته على المكان المقدس، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لم يعد مجرد "استفزاز إعلامي"، بل تصعيد عملي له دلالات خطيرة، في مقدمتها تشجيع المتطرفين اليهود على مواصلة الاقتحامات بدعم حكومي مباشر.
مشهد استعراضي مستفز
واستنكر عكرمة صبري الطريقة التي اقتحم بها المسؤولون الإسرائيليون المسجد، موضحًا أنهم "دخلوا بحراسة مشددة، وبدأوا يرقصون ويغنون"، في مشهد يثبت أن الأقصى ليس مكانًا مقدسًا بالنسبة لهم، بل ساحة استعراض للقوة والإهانة الدينية.
وتساءل عكرمة صبري: "ماذا لو تم اقتحام كنيس يهودي في أي مكان في العالم، وتم الرقص فيه؟ كيف سيكون رد الفعل الدولي؟" مطالبًا العالم الإسلامي والمجتمع الدولي بعدم الصمت إزاء هذا الانتهاك الصارخ لحرمة الأديان والمقدسات.
الأقصى مسؤولية مليار مسلم
وجّه عكرمة صبري رسالة مباشرة إلى منظمة التعاون الإسلامي، والفاتيكان، والحكومات العربية والإسلامية، مؤكدًا أن المسجد الأقصى ليس ملكًا للفلسطينيين وحدهم، بل هو أمانة في أعناق أكثر من مليارَي مسلم حول العالم، داعيًا الجميع لتحمّل مسؤولياتهم.
وأكد عكرمة صبري أن السكوت على هذه الانتهاكات سيُحاسب عليه كل من قصّر، موضحًا أن "الأقصى ليس رمزًا دينيًا فقط، بل قضية شرف وأصالة وهوية"، محذرًا من مؤامرات تُحاك لتفريغه من رمزيته الإسلامية.
محاولات إسكات صوت الأقصى
كما تحدّث الدكتور عكرمة صبري عن حملات القمع التي تطال خطباء وأئمة المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال تسعى إلى "إسكات الصوت الحقيقي داخل المسجد"، من خلال الاعتقالات، والاستدعاءات الأمنية، والمضايقات اليومية.
وأوضح عكرمة صبري أن هدف الاحتلال هو إبعاد المسجد الأقصى عن قضايا المسلمين، وتحويله إلى موقع بلا روح دينية أو مقاومة شعبية، مضيفًا أن "استهداف الأئمة والخطباء يتنافى تمامًا مع القوانين والأعراف الدولية، ويمثل انتهاكًا صارخًا لحرية العبادة".
قوافل دعم من القاهرة إلى غزة
بالتزامن مع هذه الانتهاكات، أعلن الإعلامي سيد علي خلال البرنامج عن تحرك قافلة مصرية ضخمة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تضم نحو 340 شاحنة إغاثة، ضمن جهود مصر لدعم الفلسطينيين في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.
وصرّحت الدكتورة آمال إمام، المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري، بأن مصر أرسلت أكثر من نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدة أن فرق الإغاثة تعمل "كخلية نحل" لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين والمتضررين من الحصار والجوع.
صرخة من الأقصى إلى الأمة
اختتم عكرمة صبري مداخلته بالتأكيد على أن ما يجري في المسجد الأقصى يتطلب تحركًا عاجلًا من كل المؤسسات الإسلامية والسياسية والحقوقية في العالم، لوقف هذا المسار التهويدي الذي يسير بوتيرة متسارعة.
وقال عكرمة صبري: "السكوت على هذه الجرائم لم يعد مبررًا، وكل من يبرر أو يتخاذل شريك في إضاعة الأقصى"، مطالبًا الشعوب والحكومات بتحمّل مسؤولياتهم، والوقوف ضد محاولات الاحتلال فرض واقع جديد بقوة السلاح.
