عاجل

محلل سياسي: ضغوط دولية منظمة لتهجير الفلسطينيين ومخطط إعادة رسم المنطقة

الكاتب أسامة الدليل
الكاتب أسامة الدليل

كشف أسامة الدليل، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، عن وجود ضغوط مكثفة تُمارس منذ السابع من أكتوبر 2023، بهدف فرض التهجير القسري على الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه الضغوط لا تقتصر على الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل تشمل أيضًا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بل ويشارك فيها بشكل غير مباشر بعض قيادات حركة حماس عبر تصريحات علنية مثيرة للجدل.

وخلال مشاركته في برنامج "ستوديو إكسترا" المذاع على قناة إكسترا نيوز، قال أسامة الدليل إن تصريحات كل من خالد مشعل وموسى أبو مرزوق تُستخدم ضمنيًا في دعم السرديات الدولية الرامية لتمرير مشروع التهجير، رغم ما يبدو من تناقض ظاهري في المواقف.

توافقات خلفية غريبة

وأضاف أسامة الدليل أن هذه الأطراف الثلاثة، على الرغم من اختلاف توجهاتها، تتقاطع إرادتها في نقطة واحدة: تمرير مشروع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، قائًلا: "ما يبدو صراعًا سياسيًا في العلن هو في الحقيقة اتفاق ضمني على تغيير ديموغرافي في المنطقة، خاصة في ظل الصمت الدولي حيال ما يجري في الضفة الغربية، مقابل التركيز المفرط على غزة."

وأكد أسامة الدليل أن هذه الضغوط تتزامن مع محاولات إعلامية ممنهجة لحصر المشهد الفلسطيني في قطاع غزة فقط، متسائلًا: "هل اختزلت القضية الفلسطينية كلها في غزة؟! هل تحوّلت الدبلوماسية المصرية إلى موظف محلي يعمل فقط لخدمة هذا الجزء من الأرض؟!"

مخاطر إقليمية موازية

وأشار أسامة الدليل إلى أن هذا التركيز الإعلامي والسياسي المبالغ فيه على غزة، يُغيّب عن المشهد قضايا إقليمية لا تقل خطورة، مثل ما يجري على الحدود الغربية مع ليبيا، أو الجنوبية مع السودان، إضافة إلى التحديات المرتبطة بأمن البحر الأحمر، قائلاً: "مصر ليست دولة جوار مع غزة فقط، بل دولة مركزية في محيط إقليمي واسع ومعقّد، فلماذا يتم تصويرها كأنها رهينة لغزة؟!"

وشدد أسامة الدليل على أن هذه الأسئلة يجب أن تُطرح بقوة على الرأي العام المصري والعربي، مؤكداً أن دور الصحفي ليس تسويق ما يريح الناس، بل عرض ما يجب معرفته مهما كان قاسيًا، تمامًا كما يفعل الطبيب حين يصارح المريض بحقيقة وضعه الصحي.

غزة ليست فلسطين

وأوضح أسامة الدليل أن قطاع غزة لا يُمثل فلسطين الكاملة بأي حال، قائلًا: "غزة لا تتجاوز مساحتها 360 كيلومترًا مربعًا، في حين أن الضفة الغربية وحدها تتجاوز 5800 كيلومتر مربع، أي نحو 20 ضعفًا من مساحة غزة، بينما تبلغ المساحة الكلية لفلسطين التاريخية أكثر من 22 ألف كيلومتر."

وحذر أسامة الدليل من اختزال الصراع الفلسطيني في رقعة جغرافية صغيرة، مؤكدًا أن الضفة الغربية تُبتلع فعليًا أمام أعين الجميع، دون مقاومة سياسية أو دبلوماسية مكافئة، مشيرًا إلى أن الكنيست الإسرائيلي بدأ في اتخاذ خطوات رسمية نحو ضم مناطق "يهودا والسامرة" إلى الكيان.

مخاطر التهجير الإقليمي

وفي ختام حديثه، لفت أسامة الدليل إلى وجود ضغوط واضحة تُمارس على الأردن في إطار المشروع الأشمل لإعادة رسم خرائط المنطقة، من خلال محاولة دفع عمّان لاستيعاب المهجّرين من الضفة، وهو ما يُعد تصفية ناعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن التهجير لا يستهدف غزة وحدها بل يشمل خطة ديموغرافية وجغرافية كاملة تهدد الأمن القومي لدول الجوار.

الكاتب أسامة الدليل
الكاتب أسامة الدليل

وأكد أسامة الدليل أن مواجهة هذا المخطط تحتاج إلى وعي جماهيري، ودبلوماسية فاعلة، وتحركات إقليمية موحدة، داعيًا الإعلام إلى الكف عن الترويج لروايات مبسطة، والتركيز على حقيقة أن ما يُراد فرضه على الفلسطينيين هو مشهد التهجير الكامل لا الجزئي، وختم بالقول: "من يُروج لحصار غزة فقط دون الحديث عن مصير الضفة—هو شريك في الجريمة."

تم نسخ الرابط