عاجل

محلل سياسي: : مظاهرة «الإخوان» في تل أبيب مشهد عبثي كشف حقيقة الانتماء |فيديو

مظاهرة الإخوان في
مظاهرة الإخوان في تل أبيب

علّق أسامة الدليل، الكاتب الصحفي المحلل السياسي، على التظاهرة التي نظّمها أنصار جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قائلًا إن المشهد يبدو ساخرًا للوهلة الأولى، لكنه في الحقيقة "لا يثير الضحك بقدر ما يكشف واقعًا مقلقًا وخطيرًا يستحق التوقف أمامه كثيرًا".

وأوضح أسامة الدليل، خلال ظهوره في برنامج "ستوديو إكسترا" على قناة إكسترا نيوز، أن التظاهرة التي نُظمت مؤخرًا لم تضم فلسطينيين أو حتى عربًا من الأراضي المحتلة، بل كان جميع المشاركين فيها مواطنين إسرائيليين يحملون الهُوية الإسرائيلية الكاملة، بمن فيهم تلك المرأة المحجبة والرجل الملتحي، واللذين حاولا الظهور بمظهر إسلامي تقليدي يوحي بانتماء مختلف عن الحقيقة.

علم فلسطين ممنوع

كشف أسامة الدليل أن التظاهرة تمت بعد الحصول على تصريح رسمي من جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، لافتًا إلى أن من شاركوا فيها يدركون تمامًا حدود القانون الإسرائيلي، مضيفًا: "لو فكر أحدهم فقط في رفع علم فلسطين خلال التظاهر، لتم اعتقاله فورًا، وقد يُسجن لسنوات طويلة."

وتابع أسامة الدليل: "المفارقة الحقيقية هنا ليست في الهتافات ولا الشعارات، بل في السؤال البسيط: لماذا لا يجرؤ هؤلاء على الوقوف أمام منزل نتنياهو؟ لماذا لا يحتجون على من قتل أكثر من 60 ألف إنسان في غزة؟"

تواطؤ بتوقيت حساس

وصف أسامة الدليل التظاهرة بأنها لم تكن بريئة، بل جاءت في توقيت مدروس بعناية. ولفت إلى أن الحدث تزامن مع إسقاط الطيران المصري مساعدات إنسانية بالمظلات لسكان قطاع غزة، إلى جانب اقتراب انعقاد المؤتمر الدولي بالأمم المتحدة حول حل الدولتين.

وأكد أسامة الدليل أن "الصدفة لا يمكن أن تبرر هذا التزامن، فهناك نية واضحة للتشويش على الدور المصري وتشويه صورته الإنسانية والدبلوماسية في ملف غزة"، مشددًا على أن ما جرى "هو فعل مقاولي مصالح وليس فعل مقاومين حقيقيين".

مقاومة أم مقاولة؟

قال أسامة الدليل إن هناك محاولات لتسويق هذه التظاهرات على أنها مقاومة شعبية، بينما الحقيقة أنها نشاط ممول ومنظم تحت الرعاية الإيرانية منذ السابع من أكتوبر الماضي. 

وأضاف أسامة الدليل: "ما نراه اليوم من بعض الأطراف ليس دفاعًا عن الفلسطينيين، بل مزايدة على القضية وتوظيف لها لخدمة أجندات إقليمية".

وأشار أسامة الدليل إلى أن مصر لا تقف على الحياد، بل تحمل على عاتقها التزامًا تاريخيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا تجاه القضية الفلسطينية، موضحًا أن القاهرة لم تدخر جهدًا منذ بداية الحرب على غزة، سواء من خلال الدعم الإغاثي أو التحركات السياسية والدبلوماسية.

مصر والدور الثابت

أكد أسامة الدليل أن مصر كانت ولا تزال العمود الفقري للدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه، مستعرضًا دورها في فتح معبر رفح، تقديم المساعدات، استقبال الجرحى، وتنسيق الجهود الدولية لوقف إطلاق النار. وأضاف: "من يُشكّك في هذا الدور إما مغرض أو جاهل أو مأجور".

وأشار أسامة الدليل إلى أن التشكيك في الدور المصري بات أداة مفضّلة لمن يرغبون في تغييب الحقائق، مؤكدًا أن القاهرة تتعرض لحملات تشويه ممنهجة لأنها ترفض التورط في سيناريوهات مشبوهة أو تصفية القضية تحت ضغط أو مساومة.

الكاتب أسامة الدليل
الكاتب أسامة الدليل

الحقيقة في الميدان

واختتم أسامة الدليل تصريحاته بالتأكيد على أن "الفرق بين من يعمل من أجل القضية، ومن يتاجر بها، بات واضحًا". وأردف: "مصر على الأرض—في الميدان والمفاوضات والمساعدات بينما هؤلاء على الأرصفة، يبيعون شعارات مزيفة ويقبضون الثمن."

وأضاف أسامة الدليل أن "الوعي هو السلاح الأهم الآن، وأن الرد على هذه الحملات يبدأ بتعريتها وكشف أهدافها وأدواتها، مشيرًا إلى أن الشعوب تعرف جيدًا من يقف بجوارها ومن يساوم على معاناتها".

تم نسخ الرابط