"مطروح للنقاش" يبحث تداعيات التصعيد الأمريكي-الروسي وخطر المواجهة النووية

ناقشت حلقة اليوم من برنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أبعاد التصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نقل غواصتين نوويتين أمريكيتين إلى مناطق قريبة من روسيا.
لقلق من اندلاع مواجهة نووية غير محسوبة
البرنامج طرح تساؤلات جوهرية بشأن المخاطر التي يفرضها هذا التطور على الأمن الدولي، في ظل أجواء تزداد فيها حدة التوتر بين موسكو وواشنطن، وتصاعد القلق من اندلاع مواجهة نووية غير محسوبة العواقب.
الخطوة الأمريكية جاءت، بحسب التحليلات، ردًا على التصريحات التصعيدية التي أطلقها نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف، واستمرار الهجمات الروسية المكثفة ضد أوكرانيا، في المقابل، تسود حالة من الغموض بشأن أماكن تمركز الغواصات الأمريكية وطبيعة الخطط العسكرية للطرفين، مما يعمّق المخاوف من احتمالات التصعيد.
البرنامج تناول أيضًا تشابه الأجواء الراهنة مع أجواء الحرب الباردة، وسط تصاعد التحذيرات من تأثير التصعيد على استقرار مناطق التوتر والتحالفات الجيوسياسية الكبرى، وطرح تساؤلات ملحة، أبرزها: "هل أصبح العالم على أعتاب صدام نووي؟"، "وإلى أين تتجه العلاقات الدولية بعد هذا التطور العسكري الأمريكي؟"
أسئلة تبقى مطروحة للنقاش، في وقت بات فيه التوازن العالمي مهددًا، والقرارات العسكرية تخضع لمزيد من التدقيق والمساءلة على الساحة الدولية.
ومن ناحية أخرى، قال حسين مشيك، مراسل القاهرة الإخبارية، من موسكو، إن رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تصريحات ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الفيدرالي هي أولا روسيا ترى بأن مثل هذه التصريحات لا يمكن أن تساهم في عملية تسوية بالنسبة للوضع في أوكرانيا، حيث تعتبر موسكو بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حال أراد تسوية الأوضاع في أوكرانيا فعليه أن يتدخل بشكل جاد وحذر.
اتفاق طويل الأمد
وأضاف «مشيك»، خلال مداخلة على الهواء على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن ما تطلبه موسكو هو اتفاق طويل الأمد وليس وقف للعمليات العسكرية لأن روسيا تعتبر بأن هذه فرصة لأوكرانيا من أجل إعادة التسلق وإعادة تجميع القوات واستهداف القوات الروسية، مشيرا إلى أن خطوات ترامب برؤية النظر الروسية هي تصعيد للوضع الحالي حيث أن ترامب يعرقل المفاوضات التي تجري بين روسيا وأوكرانيا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار «مشيك»، إلى أن موسكو حتى الآن لا تزال تلتزم الصمت على قرار الرئيس الأمريكي الأخير بنشر غواصتين نوويتين، مضيفا أن حتى هذه اللحظة لا يوجد أي تعليق من قبل الجانب الروسي على هذه الخطوة، لكن موسكو ستعمل هذه الفترة على مراعاة قرارات الرئيس الأمريكي ترامب، لأن موسكو تعلم جيدا بأنها تواصل عملياتها العسكرية وأن أي حل أو أي اتفاق في أوكرانيا يجب أن يحقق المصالح الروسية من العمليات العسكرية في أوكرانيا.
التصعيد بين روسيا وأوكرانيا
وفي وقت سابق، أفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية في موسكو، حسين مشيك، أن وتيرة التصعيد بين روسيا وأوكرانيا لا تزال متصاعدة، خاصة فيما يتعلق بهجمات الطائرات المسيّرة، موضحا أن روسيا أطلقت خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 500 مسيّرة على الأراضي الأوكرانية، ووصفت كييف هذا الهجوم بأنه الأوسع منذ بداية الصراع، وفي المقابل، كثّفت أوكرانيا هجماتها الجوية باستخدام المسيّرات باتجاه الداخل الروسي، ما تسبب بتعطيل جزئي لحركة الملاحة الجوية.
اختراق المسيّرات الأوكرانية
وأشار مشيك إلى أن العاصمة موسكو شهدت يوم أمس حالة شلل جزئي في مطار شيريميتيفو، حيث تم تأجيل وإلغاء أكثر من 300 رحلة، نتيجة اختراق المسيّرات الأوكرانية للمجال الجوي، ما أثار غضب المسافرين الروس الذين علقوا لساعات طويلة، مضيفا أن هذه الهجمات لا تغيّر كثيرا في الميدان العسكري لكنها تؤثر معنويا وتخلق حالة من القلق داخل المجتمع الروسي.