رمضان عبدالمعز: المحبة تكمل الدين وترسخ قيم الرحمة |فيديو

استهل الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، بالإشارة إلى قيمة الحب في الدين، مستشهدًا بأبيات شعرية مؤثرة عن حب الله، قائلًا: "للحب سر ما زلت أجهله.. وكم سواي بسر الحب قد حاروا!! أليس في الليل للعبادِ أسرارٌ؟.. حمرٌ محاجرهم، بيضٌ مدامعهم، وفي الشفاه تراتيل وأذكار، فلكل قلبٍ إذا ما حب أسرار، وكل حب لغير الله ينهار".
وأوضح رمضان عبدالمعز، حديثه خلال برنامجه لعلهم يفقهون، المذاع عبر قناة "دي إم سي"، أن هذه الأبيات تجسّد روح المحبة الخالصة لله، التي تتجلى في قيام الليل، والبكاء من الخشية، وترديد الأذكار في هدوء السحر، مؤكدًا أن حب الله هو الأصل الثابت، بينما أي حب آخر زائل.
المحبة أصل الدين
وأشار رمضان عبدالمعز إلى أن الحب في الإسلام ليس طارئًا ولا دخيلًا، بل هو مقام أصيل من مقامات الدين والشرع الشريف، مشيرًا إلى قول الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة)، موضحًا أن المودة هي الوجه الأسمى للحب، ومظهر من مظاهر الرحمة الإلهية في العلاقات الإنسانية.
وأكد رمضان عبدالمعز أن حب الأم، والزوجة، والأبناء، والإخوة، هو فطرة فطر الله الناس عليها، ومن هنا فإن الإسلام لا يرفض الحب، بل يحتفي به ويهذبه ويوجهه، بما يضمن أن يكون وسيلة للتقوى والتراحم لا للهوى والتجاوز.
الحب شرط الإيمان
ولفت ع رمضان عبدالمعز إلى حديث النبي ﷺ: "لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا"، موضحًا أن المحبة هي أساس الإيمان الحقيقي، والإيمان بدوره هو الطريق الوحيد إلى الجنة، مما يعني أن المحبة ليست مجرد مشاعر إنسانية، بل ركن جوهري من أركان التزكية والقبول عند الله.
وشدد رمضان عبدالمعز على أن المحبة هنا ليست عاطفية فقط، بل هي محبة تنبع من القلب وتُترجم إلى سلوك عملي: التسامح، اللين، الإحسان، والرحمة، مؤكدًا أن من لا يُحب لا يؤمن، ومن لا يؤمن لا يدخل الجنة.
نظرة السلف للحب
واستعرض رمضان عبدالمعز موقف السلف الصالح من الحب، موضحًا أنهم كانوا يعتبرونه مقامًا رفيعًا من مقامات السلوك الإيماني، مستشهدًا بقولهم: "أحب أهل المعاصي وأكره أفعالهم"، موضحًا أن المسلم التقي لا يكره العاصي لذاته، وإنما يكره الفعل السيئ دون أن يقسو على صاحبه.
وأضاف رمضان عبدالمعز: "إذا رأيت مسلمًا عاصيًا، لا أكرهه، ولكن أكره المعصية التي يقترفها، وقلبي يظل شغوفًا عليه، وأدعوه ليلًا ونهارًا أن يطهره الله منها"، مشددًا على أن هذه هي صورة الحب الحقيقي الذي لا يقسو، ولا يحكم، ولا يُقصي، بل يدعو ويحنو.
لا خروج من الرحمة
أكد رمضان عبدالمعز أن الحب لا يخرج أحدًا من دائرة الرحمة الإلهية، بل يُبقي الناس في دائرة النصح والشفقة، فالمؤمن لا يفرح بسقوط أحد، ولا يشمت في عاصٍ، بل يدعو له بالصلاح ويتمنى له الخير.
وأوضح رمضان عبدالمعز أن هذا الفهم الراقي للحب في الإسلام، يربط بين المحبة كقيمة روحية، وبين الرحمة كسلوك إنساني، لافتًا إلى أن الإسلام لا يقف عند حدود الشعائر، بل يغوص في أعماق القلوب والنوايا والمشاعر.

الجفاء ليس من الدين
واختتم رمضان عبدالمعز حديثه بدعوة المسلمين إلى استحضار مقام المحبة في حياتهم اليومية، مؤكدًا أن جوهر الدين هو الحب، واللين، والرفق، والتسامح، وليس القسوة والجفاء.
وذكرت رمضان عبدالمعز: "كلنا نحتاج إلى مقام الحب، فهو يُلهمنا أن ننصح دون تجريح، ونعفو دون إذلال، ونُحب دون شروط، لأننا نريد من الله أن يُحبنا كما نحب خلقه"، مشيرًا إلى أن الحب هو عنوان الإيمان، وهو الترجمة العملية للرحمة الإلهية في الأرض.