عاجل

هشام العسكري: تأثير السدود على حدوث الزلازل يُعد واقعاً علمياً |فيديو

 البروفيسور هشام
البروفيسور هشام العسكري

تحدث البروفيسور هشام العسكري، أستاذ علوم نظم الأرض، عن أن الزلازل ليست دائمًا ظواهر طبيعية بحتة، بل قد تكون ناتجة عن تدخلات بشرية مباشرة في البيئة الجيولوجية.

وأكد هشام العسكري، في حديث علمي شفاف عبر برنامج "مصر تستطيع" المذاع على قناة "DMC"، أن معظم الزلازل تحدث على أطراف الألواح التكتونية، وهي النقاط التي تُسمى علميًا بـ"نقاط الالتقاء"، والتي تشهد احتكاكات دائمة نتيجة تحرك الطبقات الأرضية، لكن هذا لا يمنع أن بعض الزلازل قد تقع داخل القارات نفسها، بعيدًا عن الحواف، بسبب عوامل بشرية أو تراكمات طبيعية.

زلازل داخلية نادرة

أشار هشام العسكري إلى أن الزلازل التي تحدث داخل الألواح التكتونية بعيدًا عن الحواف تُعد نادرة لكنها ممكنة، وبعضها يرتبط بنشاطات بشرية متزايدة، أبرزها التوسع غير المدروس في البناء أو إقامة السدود الضخمة، وهو ما حدث في تركيا مؤخرًا.

وأوضح هشام العسكري أن تركيا، خلال السنوات الماضية، شهدت طفرة كبيرة في بناء السدود والمباني العملاقة، وهو ما أثار تساؤلات علمية حول علاقته بزيادة كثافة الزلازل في تلك المناطق، لافتًا إلى وجود دراسات دولية تثبت وجود علاقة طردية بين عدد السدود الجديدة وحدوث الزلازل.

السدود محفز زلزالي

كشف هشام العسكري عن أن السدود يمكن أن تُصبح أحد مكونات الزلازل، موضحًا أن المياه المحجوزة خلف السد تُحدث ضغطًا هائلًا على القشرة الأرضية، ومع الزمن قد تُسبب انزلاقات في الصفائح الجوفية، ما يؤدي إلى زلازل متوسطة أو حتى قوية.

وقال هشام العسكري: "عندما يتم بناء سد ضخم وتخزين ملايين الأطنان من المياه خلفه، فإن الوزن الناتج عن هذا الخزان يضغط على الصخور ويُضعف التماسك الطبيعي بينها، وهذا يؤدي في بعض الأحيان إلى إطلاق طاقة زلزالية في شكل هزات أرضية".

نشاطات تُحدث اهتزازات

وأضاف هشام العسكري أن النشاطات الصناعية المرتبطة بالتنقيب عن المعادن أو الوقود الأحفوري قد تؤدي أيضًا إلى زلازل اصطناعية، خاصة إذا تم الحفر في طبقات جيولوجية حساسة أو غير مستقرة.

وأكد هشام العسكري أن هناك سببًا آخر خطيرًا قد يغفل عنه البعض، وهو "حقن المخلفات في باطن الأرض"، حيث تقوم بعض الشركات بحفر آبار عميقة وحقن كميات كبيرة من المخلفات السائلة في الطبقات الجوفية، ما يُضعف التكوينات الصخرية ويسبب زلازل مفاجئة.

ضرورة الرقابة البيئية

لفت هشام العسكري إلى أن هناك ما يُعرف علميًا بـ"الزلازل المُستحثة" (Induced Earthquakes)، وهي تلك التي تحدث نتيجة النشاط البشري المكثف في باطن الأرض، موضحًا أن مثل هذه الظواهر تتطلب رقابة بيئية صارمة وتشريعات هندسية دقيقة قبل البدء بأي مشروع ضخم في المناطق الجيولوجية الحساسة.

وقال هشام العسكري: "أي نشاط صناعي في باطن الأرض – سواء تنقيب، بناء، أو حقن – لا بد أن يُدرس جيولوجيًا قبل التنفيذ، لأن الأثر قد لا يكون اقتصاديًا أو بيئيًا فقط، بل جيولوجيًا على المدى الطويل، بما في ذلك خطر حدوث زلازل".

 البروفيسور هشام العسكري
 البروفيسور هشام العسكري

دعوة للوعي الجيولوجي

وفي ختام حديثه، دعا هشام العسكري إلى ضرورة رفع الوعي العام بالجوانب الجيولوجية، سواء لدى صانعي القرار أو عامة الناس، مشيرًا إلى أن بناء المدن أو تنفيذ مشروعات تنموية لا يمكن أن يتم بمعزل عن دراسة التركيب الأرضي للمنطقة.

وشدد هشام العسكري على أن المؤسسات العلمية في مصر تمتلك من الكفاءات والخبرات ما يؤهلها لتقديم الدعم الفني والتقني في أي مشروع ضخم، مطالبًا بأن يكون هناك تعاون دائم بين الهيئات البيئية، والجيولوجية، والهندسية، لتجنب أي كوارث محتملة.

تم نسخ الرابط