حريق يلتهم مركب صيد بعزبة البرج.. والأهالي يتدخلون قبل الكارثة

شهدت مدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط، صباح اليوم الأحد، حادثًا مروعًا بعدما اندلعت النيران في مركب صيد كان يستعد للإبحار من منطقة الميناء، في واقعة أثارت الذعر بين الصيادين والعاملين بالميناء، بينما هرع الأهالي لإنقاذ الموقف في مشهد بطولي جنّب المدينة خسائر أفدح.
انفجار محدود سرعان ما تطورت معه ألسنة اللهب
وبحسب المعطيات الميدانية، فإن المركب كان راسيًا في أحد الأرصفة، حين فوجئ المتواجدون بسحب دخان كثيف تتصاعد من غرفة المحرك، أعقبها انفجار محدود سرعان ما تطورت معه ألسنة اللهب، ما دفع العاملين على رصيف الميناء وأصحاب المراكب المجاورة إلى التدخل الفوري لسحب المركب بعيدًا عن باقي الوحدات البحرية.
وأظهرت مشاهد الواقعة حالة من الهلع والترقب، بينما تصاعدت ألسنة اللهب بشكل متسارع، ما استدعى تدخل الحماية المدنية التي دفعت بعدد من سيارات الإطفاء إلى الموقع. وعلى الرغم من سرعة الاستجابة، فإن حجم التلفيات كان كبيرًا، حيث أتت النيران على محتويات المركب بالكامل، خاصة المحرك والأجهزة الملاحية، فيما نجا الطاقم من الحادث دون وقوع إصابات بشرية.
أعمال التبريد والمعاينة
في سياق متصل، حضرت فرق من شرطة الموانئ والجهات المختصة إلى الموقع، وتم فرض كردون أمني حول مكان الحريق لحين الانتهاء من أعمال التبريد والمعاينة.
وأفاد عدد من الفنيين المرافقين أن المؤشرات الأولية تشير إلى احتمال وجود ماس كهربائي ناتج عن تسريب في أسلاك التغذية الخاصة بالمحرك، وهو ما تسبب في الاشتعال المفاجئ.
وتعد هذه الواقعة الثانية خلال موسم الصيد الجاري التي تشهدها عزبة البرج، وسط مطالبات متكررة من العاملين في القطاع البحري بتشديد إجراءات السلامة، ومراجعة نظم التشغيل والصيانة بالمراكب بشكل دوري لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث التي تُهدد أرزاق المئات من أسر الصيادين.
من جهتهم، طالب بعض أصحاب المراكب بإنشاء مركز صيانة متكامل داخل الميناء، مزود بوسائل الكشف المبكر عن الأعطال الكهربائية والميكانيكية، لضمان تجهيز المراكب وفق اشتراطات السلامة، خاصة مع تكرار مثل هذه الحرائق في السنوات الأخيرة.
ملف أمان مراكب الصيد
الحريق، رغم أنه لم يسفر عن خسائر في الأرواح، إلا أنه أعاد إلى الواجهة ملف أمان مراكب الصيد وتجهيزاتها، وفتح باب التساؤلات حول مدى التزام المراكب بتعليمات التشغيل والفحص الفني، خصوصًا أن هذه الحوادث تتكرر دون محاسبة واضحة أو خطوات جادة للوقاية.
يُذكر أن عمليات التبريد والفحص لا تزال جارية حتى اللحظة، فيما من المقرر إعداد تقرير فني نهائي يوضح أسباب الحريق بشكل دقيق. وقد لاقت الحادثة تضامنًا واسعًا من أبناء المدينة ورواد الميناء، وسط دعوات إلى ضرورة التعلم من الدرس وتطبيق إجراءات السلامة بصرامة قبل دخول موسم الصيد المقبل.