"ربنا رفع ستره عنهم".. خبير يعلق على المظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب

أوضح الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، أن التظاهرات التي قادها أعضاء من الحركة الإسلامية داخل إسرائيل أمام السفارة المصرية في تل أبيب، ورفعهم للأعلام الإسرائيلية، تعكس انحرافًا خطيرًا في البوصلة السياسية والأخلاقية لدى هذه الجماعة، مؤكدًا أن ما حدث لا يمكن تفسيره إلا بكونه محاولة مكشوفة لتخفيف الضغط الدولي المتزايد على إسرائيل.
الحكومة الإسرائيلية تعاني من عزلة دولية
وأشار تركي خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعاني من عزلة دولية غير مسبوقة، في ظل اتساع رقعة الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية وتصاعد الأصوات الرافضة للعدوان على غزة، وهو ما دفعها لاستخدام أدواتها المضمونة، وعلى رأسها بعض عناصر "الإخوان"، لإعادة خلط الأوراق وتحويل الأنظار.
ونوه إلى أن التظاهر ضد مصر، الدولة التي قال إنها "وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير القسري للفلسطينيين"، يُعد استهدافًا مباشرًا لدورها الوطني والإقليمي، خصوصًا وأن القاهرة لم تتوقف منذ بدء العدوان عن دعم غزة إنسانيًا وسياسيًا، فضلًا عن دورها المحوري في حشد الدعم الدولي لوقف الحرب وإعادة إعمار القطاع.
إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط
وفي سياق متصل، أشار تركي إلى أن هذه التحركات لا يمكن فصلها عن المشروع الإسرائيلي الأوسع، الهادف لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط بما يتوافق مع الرؤية الصهيونية، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى عبر أدوات مباشرة وغير مباشرة لإعادة إنتاج مشروع "الشرق الأوسط الجديد" على حساب القضية الفلسطينية.
وأوضح أن الرؤية المصرية التي انطلقت منذ بداية الحرب، والتي تقوم على وقف العدوان، وتثبيت التهدئة، وضمان إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو، لم تعد محصورة في الإطار المصري فقط، بل أصبحت اليوم تبنّيًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا واسع النطاق، وهو ما ضاعف الضغط على إسرائيل.
واختتم تركي حديثه بالقول إن تظاهر جماعات إسلامية داخل إسرائيل ضد مصر "يُعد شرفًا للقاهرة"، ويكشف بوضوح من يقف في خندق الدولة الفلسطينية، ومن يتورط في خدمة المخطط الصهيوني تحت رايات مزيفة وشعارات مضللة.