عاجل

باحث سياسي: نتائج قائمة البرلمان محسومة… والتحدي الأكبر في نظام الفردي

مجاس الشيوخ
مجاس الشيوخ

أكد الدكتور علي الدالي، الباحث في شؤون الأحزاب السياسية، أن البرلمان الحالي يتكوّن من 300 مقعد، موزعة بواقع 100 مقعد بنظام القائمة، و100 مقعد بنظام الفردي، و100 مقعد بالتعيين من قبل رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أن نتيجة القائمة محسومة بدرجة كبيرة، وفقًا لما وصفه بـ"الترتيبات السياسية المسبقة".

نظام القائمة محسوم

وأضاف علي الدالي، خلال مداخلته في برنامج "صباح البلد"، أن نظام القائمة في هذه الدورة تم ترتيبه مسبقًا من خلال تحالفات حزبية وسياسية واضحة، ما يعني أن المنافسة الفعلية تتركز بشكل أكبر في نظام الفردي، حيث يكون الاعتماد على الكتلة الشعبية والنفوذ المحلي لكل مرشح.

لفت علي الدالي إلى أن مشهد المشاركة الحزبية في الانتخابات لم يكن موحدًا، مشيرًا إلى أن هناك أحزابًا قررت عدم المشاركة تمامًا، في حين شاركت بعض الأحزاب بشكل محدود وضعيف، بينما ظهرت أحزاب أخرى بفاعلية نسبية، بحسب تعبيره.

غياب بعض الأحزاب 

وأوضح علي الدالي أن المجرد الترشح لا يُعد إنجازًا سياسيًا، فالأهم هو القدرة الحقيقية على التواجد في الشارع، والتواصل مع المواطنين، وكسب ثقتهم، مشددًا على أن المشاركة الشكلية لا تضمن تمثيلًا حقيقيًا في البرلمان، ولا تعكس بالضرورة قوة سياسية.

أكد علي الدالي أن الحصول على مقاعد داخل البرلمان لا يتحقق بمجرد المشاركة في الانتخابات، بل يعتمد على قوة الحزب التنظيمية، وانتشاره الجغرافي، وتأثيره في الشارع السياسي، مشيرًا إلى أن التحدي الحقيقي أمام الأحزاب يكمن في بناء قواعد جماهيرية صلبة تضمن لها الاستمرار والتأثير في الاستحقاقات المقبلة.

وأضاف علي الدالي: "حتى لو شاركت جميع الأحزاب، لا يعني ذلك أنها ستحصل على مقاعد... المسألة تتعلق بمدى تواجدها الحقيقي على الأرض".

التمثيل البرلماني مرهون 

وبيّن أن التأثير السياسي للأحزاب يُقاس بمدى حضورها في الشارع، وليس فقط بظهورها الإعلامي أو مشاركتها في المؤتمرات الانتخابية، موضحًا أن بعض الأحزاب لا تزال بعيدة عن نبض المواطن، مما يحدّ من قدرتها على تحقيق نتائج فعلية.

وجه علي الدالي رسالة للأحزاب السياسية، داعيًا إياها إلى إعادة تقييم أدائها التنظيمي والجماهيري، والعمل على تعزيز انخراطها في القضايا المجتمعية التي تهم المواطن، إن أرادت أن يكون لها تمثيل فعّال في البرلمان القادم.

إعادة هيكلة التنظيمات

وأشار علي الدالي إلى أن مرحلة ما بعد الانتخابات يجب أن تشهد إعادة بناء حقيقية للحياة الحزبية في مصر، تقوم على المشاركة الفعالة لا الشكلية، والمنافسة من خلال البرامج والكوادر، وليس فقط من خلال التحالفات السياسية أو الترتيبات الانتخابية.

اختتم علي الدالي حديثه بالتأكيد على أن الناخب المصري هو الحكم الفيصل، وهو من يحدد من يستحق التمثيل داخل البرلمان، بناءً على قناعاته الشخصية، ومدى شعوره بصدق المرشح أو الحزب في تمثيله لقضاياه.

دكتور علي الدالي
دكتور علي الدالي

الناخب هو الفيصل 

وشدد علي الدالي إلى أن الرهان على الوعي الشعبي أصبح حتميًا، وأن أي حزب لا يملك قاعدة مؤمنة بأفكاره وبرنامجه، لن يتمكن من الصمود في وجه التحديات السياسية المقبلة، مؤكدًا: "الشرعية لا تُمنح بالتزكية أو التحالفات، بل تُنتزع من الشارع بثقة الناس".

تم نسخ الرابط