باحث سياسي: البرلمان لا يُقاس بالمشاركة بل بالتأثير الحقيقي في الشارع

سلّط الدكتور علي الدالي، الباحث المتخصص في شؤون الأحزاب، الضوء على المشهد السياسي في مصر قبيل الاستحقاقات البرلمانية، مشددًا على أن الحضور الفعلي للأحزاب في الشارع هو المعيار الحقيقي للفوز، وليس مجرد الترشح أو التواجد الرمزي على قوائم الانتخابات.
توزيع المقاعد.. بين الانتخاب والتعيين
أوضح الدالي في حديثه لبرنامج "صباح البلد"المذاع عبرصدي البلد،أن البرلمان الحالي يتألف من 300 مقعد، تتوزع بالتساوي بين ثلاث آليات: 100 مقعد يتم شغلهم عبر نظام القائمة، و100 آخرين من خلال النظام الفردي، بينما يُخصص الثلث الأخير للتعيينات المباشرة التي يجريها رئيس الجمهورية ، ولفت إلى أن نتائج القوائم غالبًا ما تكون شبه محسومة مسبقًا نتيجة التفاهمات السياسية المسبقة، ما يُبرز أهمية التنافس الحقيقي على المقاعد الفردية.
مشاركة حزبية متفاوتة
فيما يتعلق بتفاعل الأحزاب مع الانتخابات، أشار الدالي إلى وجود تفاوت واضح في حجم المشاركة، حيث غابت بعض الكيانات الحزبية عن المشهد كليًا، بينما ظهرت أخرى بشكل محدود، واقتصر دورها على التمثيل الرمزي، في حين كانت هناك أحزاب أكثر حيوية قدمت مرشحين وشاركت بفعالية في الحملة الانتخابية ، ومع ذلك، شدد الباحث على أن مجرد المشاركة لا يُترجم بالضرورة إلى مقاعد داخل البرلمان.
التأثير في الناس أهم من الحضور الإعلامي
الدالي أكد أن المعيار الحقيقي لنجاح أي حزب سياسي لا يكمن فقط في عدد مرشحيه أو حضوره الإعلامي، بل في مدى قدرته على الوصول للناس، وكسب ثقتهم عبر العمل الميداني وخدمة القضايا اليومية ، وقال: "البرلمان لا يستقبل من حضر فقط، بل من أثبت وجوده وتأثيره بين المواطنين".
دعوة للعمل من القاعدة لا القمة
وختم الباحث حديثه بتوجيه رسالة مباشرة إلى الأحزاب السياسية، داعيًا إياها إلى إعادة النظر في استراتيجياتها، والتركيز على بناء قواعد شعبية قوية، من خلال التواصل المستمر مع المواطنين، والمشاركة في حل مشكلاتهم، معتبرًا أن المرحلة المقبلة تتطلب أحزابًا فاعلة ومؤثرة، لا تكتفي بالمشاركة الشكلية أو المظاهر الاحتفالية.
وقت سابق ،أكد الدكتور السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، أن الساعات الأخيرة قبل انطلاق انتخابات مجلس الشيوخ 2025 تشهد حالة من الاستعداد المكثف من قبل الأحزاب السياسية، التي تتطلع إلى مشاركة واسعة تعكس الثقة في الدولة ومؤسساتها.