خبير يكشف مخططًا ممنهجًا لتفتيت الدول العربية.. ومصر تصد المؤامرة

في ظل تصاعد التحديات الجيوسياسية في المنطقة، عاد الحديث مجددًا عن سيناريو «الشرق الأوسط الجديد» الذي سبق أن نشرته نيويورك تايمز عام 2013، في خريطة أظهرت تقسيمات جديدة لدول المنطقة على أسس عرقية وطائفية.
تفتيت الجيوش وضرب استقرار الدول
في السياق ذاته، أوضح الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز أن هذه المخططات ليست وليدة اللحظة، بل هي جزء من استراتيجية ممنهجة تقودها إسرائيل وأذرعها الاستخباراتية، مستهدفة تفكيك الدول الوطنية العربية وتحويلها إلى كيانات هشة قابلة للاختراق والسيطرة.
وأشار فارس إلى أن إسرائيل عملت على إدارة الصراعات في المنطقة بطريقة تُمكنها من الانقضاض على الكيانات القومية القوية، بدءًا من القضية الفلسطينية، مرورًا بجنوب لبنان، ثم الانتقال لتقويض قدرات الجيش السوري، كما رأى أن المخطط الإسرائيلي كان ولا يزال يقوم على رفض وجود أي دولة قوية على حدودها.
محاولات استهداف مصر
ونوه فارس إلى أن الدولة المصرية كانت ولا تزال هدفًا رئيسيًا ضمن هذا المخطط، عبر محاولات لتشويه دورها الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بدعمها للقضية الفلسطينية، مضيفا أن هناك تنسيقًا ممنهجًا بين تنظيم الإخوان الإرهابي وإسرائيل، في استخدام أدوات "الجيلين الرابع والخامس من الحروب"، كالشائعات والحملات الإعلامية الكاذبة.
وقال: "تحاول بعض الأبواق الإعلامية المغرضة تصوير مصر كأنها تعرقل حقوق الفلسطينيين، في حين أن الواقع يشهد بعكس ذلك تمامًا، حيث كان للدولة المصرية دور بارز في دعم الأشقاء الفلسطينيين سياسيًا وإنسانيًا."
علاقة الإخوان بالولايات المتحدة وإسرائيل
وعند سؤاله عن العلاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية والولايات المتحدة، أوضح فارس أن هناك تاريخًا من الاستخدام المتبادل، حيث توظف واشنطن الجماعات الإسلامية كأذرع لضرب الاستقرار في الدول ذات الجبهات الداخلية القوية، مثل مصر.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، تستخدم هذه التنظيمات لتحقيق مصالحها، ثم تتخلى عنها لاحقًا حسب مقتضى المصلحة، كما حدث مع جماعة الحوثي في اليمن.
وأضاف أن الموافقة الإسرائيلية على إقامة فعالية لتنظيم الإخوان أمام السفارة المصرية داخل إسرائيل، وبموافقة وزير الأمن القومي الإسرائيلي "بن غفير"، يكشف بوضوح حجم التعاون القائم بين الطرفين، ومحاولة استخدام هذه الجماعات لزعزعة الاستقرار الداخلي في مصر.
وعي الشارع المصري وإفشال المخطط
وعن وعي الرأي العام بخطورة تلك التحالفات، نوه إلى أن تماسك الجبهة الداخلية المصرية، ويقظة الأجهزة الأمنية، شكّل حائط صد قويًا في وجه هذا المخطط، مستشهد بمحاولة زعزعة الاستقرار عبر خلية "حسم" الإرهابية، التي نجحت الأجهزة الأمنية المصرية في تفكيكها وإجهاض مخططاتها.
كما أوضح أن مصر تتحرك ضمن رؤية واضحة، أعلن عنها وزير الخارجية مؤخرًا، تتضمن تدريب عناصر فلسطينية للمساهمة في ضبط الأمن داخل قطاع غزة، في إطار رؤية تسعى لتقويض سيطرة الجماعات المتشددة.
وأكد أن مصر لا تتعامل مع فصائل أو ميليشيات، بل مع السلطة الشرعية الفلسطينية، مشددًا على أن القاهرة تضع مصلحة الفلسطينيين فوق كل اعتبار.