هل تدفع الاعترافات الغربية إسرائيل نحو إنهاء المجازر في غزة؟

ربطت القوى الغربية اعترافها المرتقب بالدولة الفلسطينية بإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، في خطوة تُعد بمثابة ورقة ضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وفتح الطريق أمام تسوية سياسية.
فرنسا من فتحت الخط لاعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين
كانت فرنسا أول دولة غربية كبرى تعلن رسميًا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ أكد الرئيس إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو، أن باريس ستعلن ذلك خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
يأتي هذا الإعلان قبيل انعقاد المؤتمر الدولي لحل الدولتين الذي نظمته الأمم المتحدة يومي 28 و29 يوليو في نيويورك، والذي سعى إلى رسم خارطة طريق تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة "تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل"، مع تركيز واضح على إيصال مساعدات إنسانية منسقة وإعادة إعمار غزة.
في المقابل، واصلت إسرائيل سياساتها التي دفعت القطاع نحو المجاعة، في سياق يُنظر إليه على نطاق واسع كمقدمة لخطة تهجير جماعي لسكان غزة، بدعم أمريكي واضح، وهو ما زاد من فتور الثقة الفرنسية في الرؤية الأمريكية تجاه تسوية النزاع، خاصة في ظل الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر.
وفي ختام مؤتمر نيويورك، أعلنت الخارجية الفرنسية أن 15 دولة –من بينها كندا وأستراليا وجهت دعوة لدول العالم للاعتراف بدولة فلسطين، وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أن هذه الدول وقعت على نداء دولي يطالب بالتحرك للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبين الدول الموقعة: أندورا، فنلندا، أيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، نيوزيلندا، النرويج، البرتغال، سان مارينو، سلوفينيا، إسبانيا، وأبدت 9 دول لم تعترف بعد بفلسطين استعدادها الإيجابي للمضي في هذا الاتجاه.
ضغوط علي الاحتلال الإسرائيلي
وخلال الأيام الأخيرة، أعلنت بريطانيا ومالطا وكندا والبرتغال نيتها الاعتراف بفلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، مع اشتراط بريطانيا اتخاذ إسرائيل خطوات حقيقية لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تعهد، في تصريح لافت، بأن لندن ستمضي في الاعتراف بدولة فلسطين إذا لم توقف إسرائيل إطلاق النار ولم تلتزم بحل الدولتين، مندداً بسياسات الحصار والتجويع، ومشيرًا إلى تحذير دولي من أن "أسوأ سيناريو مجاعة يتحقق الآن في غزة".
أما ألمانيا، فدعت إلى بدء مفاوضات مباشرة لتحقيق حل الدولتين، معتبرة أن الاعتراف بفلسطين ينبغي أن يكون نتيجة لهذا المسار، وحذرت من خطوات إسرائيلية أحادية الجانب، وسط ضغوط داخلية تطالب برلين بإعادة النظر في موقفها الداعم لتل أبيب.
تجدر الإشارة إلى أن 149 دولة من أصل 193 بالأمم المتحدة تعترف حاليًا بدولة فلسطين، فيما كانت أيرلندا وإسبانيا والنرويج قد اعترفت بها في مايو 2024، تلتها سلوفينيا وأرمينيا في يونيو من العام نفسه.
ومن المتوقع أن تعلن بريطانيا وكندا ومالطا والبرتغال وفرنسا اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025، إذا لم تستجب إسرائيل للشروط المطروحة.
يُذكر أن فلسطين حصلت عام 2012 على صفة "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة، مما عزز تمثيلها الدولي، رغم استمرار معارضة الولايات المتحدة لأي خطوة باتجاه الاعتراف الكامل.