هندي لـ"نيوز رووم": الكتاتيب طوق نجاة في زمن التيه الأخلاقي|خاص

ردًا على الأصوات المنتقدة لإعادة إحياء الكتاتيب، أكد عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومؤسس حركة استقلال الأزهر، أن العودة إلى الكتاتيب ليست تراجعًا ولا تخلفًا، بل ضرورة تربوية ومجتمعية في ظل ما نشهده من تراجع في القيم والمعرفة والسلوكيات داخل المجتمع المصري.
التوجيه النبوي لتعلم القرآن
وقال هندي في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": “من يهاجم العودة للكتاتيب ويصفها بالرجعية عليه أن يراجع نفسه وعقله، فالقيم والأخلاق لم تتراجع في المجتمع إلا بتراجع الكتاتيب واختفائها من المدن، والتخلف الحقيقي هو التخلف عن التوجيه النبوي بتعلم القرآن الكريم والتفقه فيه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ”خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
دافع للرقي والحفاظ على الهوية الدينية
وشدد عبد الغني هندي على أن تعلم القرآن وحفظه لا يتعارض مع التقدم، بل يعد من أهم الدوافع نحو الرقي والتحضر مع الحفاظ على الهوية الدينية، مؤكدًا أن الكتاتيب كانت ولا تزال حاضنة تربوية تُسهم في بناء الشخصية المتوازنة، وتنشئة أجيال قائمة على الأخلاق والمعرفة.
تطوير الكتاتيب
وأشاد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بدور وزارة الأوقاف بتطوير مشروع الكتاتيب بما يتوافق مع معطيات العصر، دون التفريط في دورها الأصيل كمصدر للنور والقيم والبناء النفسي والديني.
تعلم القرآن ضرورة في العصر الحديث لا ترف ديني
وقال هندي : لم يعد تعلم القرآن الكريم مجرد مظهر من مظاهر التدين التقليدي، بل أصبح ضرورة حياتية وتربوية في العصر الحديث، خاصة في ظل التحديات الأخلاقية والفكرية المتزايدة التي تواجه المجتمعات. فالقرآن الكريم لا يقدم فقط نصوصًا للعبادة، وإنما يرسخ منظومة متكاملة من القيم التي تدعو إلى التفكير، والتدبر، والتعايش، واحترام الإنسان، وتنظيم العلاقة بين الفرد ومجتمعه.
موضحا أنه في زمن الانفتاح الرقمي وسرعة التحولات الاجتماعية، يُعد تعلم القرآن الكريم سياجًا وقائيًّا يحصن النشء من الانحرافات الفكرية، ويعزز الهوية الوطنية والدينية، ويسهم في صناعة شخصية متوازنة قادرة على التمييز بين الحق والباطل، والنافع .
وأكد عضو الأعلى للشؤون الإسلامية، أن العودة إلى تعلم القرآن في الكتاتيب أو في صور تعليمية حديثة، تمثل أحد أعمدة الإصلاح المجتمعي، لما تحققه من تهذيب للنفس، وبناء للضمير، وتشكيل وعي قائم على الفهم لا الحفظ الأجوف. فالقرآن في جوهره دعوة للعلم والعمل، وليس عائقًا أمام التقدم، بل منطلقًا له حين يُفهم بوعي وينزل على واقع الحياة.