عاجل

"ما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه".. موضوع خطبة الجمعة القادمة

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بتاريخ ٨ أغسطس ٢٠٢٥م، الموافق ١٤ صفر ١٤٤٧هـ، بعنوان:
"لا تغلُوا في دينِكُم.. وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه"،
وذلك في إطار جهودها المتواصلة لنشر الفكر الوسطي، وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، وترسيخ القيم الأخلاقية والمجتمعية الأصيلة.

وأكدت وزارة الأوقاف  أن الهدف من الخطبة هو التوعية بخطر الغلو والتشدد على الفرد والمجتمع، موضحةً أن الغلو مرفوض في كل الأديان، وهو باب من أبواب الفتن التي تؤدي إلى التطرُّف، وتهدد السلم الاجتماعي.

التأصيل الشرعي لوسطية الإسلام

وتتناول الخطبة التأصيل الشرعي لوسطية الإسلام، وضرورة الالتزام بالاعتدال والرحمة في الدعوة والتعامل، انطلاقًا من قول النبي ﷺ: "ما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه، وما نُزع من شيءٍ إلا شانه"، وبيان أثر الرفق والتيسير في نشر قيم الدين وتعزيز التماسك المجتمعي.

وتحرص وزارة الأوقاف من خلال خطبها الموحدة على تفعيل دور المنبر في بناء الوعي الرشيد، والتصدي لتيارات الفكر المتطرف، وتحقيق الأمن الفكري والديني، مع التأكيد على أن الخطاب الديني الرشيد لا يُبنى بالغلو ولا بالتفريط، وإنما بالعلم والحكمة والموعظة الحسنة.

في مواجهة موجات الغلو والتشدد التي عانى منها العالم في فترات متعاقبة، تأتي خطبة الجمعة التي حددتها وزارة الأوقاف بعنوان: "لا تغلُوا في دينِكُم.. وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه"، لتؤكد على ثوابت الدين الإسلامي في التوازن والاعتدال، وترسي دعائم الوسطية التي بها يُحفظ أمن الأوطان وسلامة الأفراد والمجتمعات.

فالخطبة لا تقتصر على التنبيه من خطر الغلو باعتباره سلوكًا دينيًّا منحرفًا، بل تسلط الضوء على أثره المدمر على تماسك المجتمع، وعلاقاته الإنسانية، وصورته الحضارية.
ويُبرز عنوان الخطبة جانبين متكاملين: التحذير من التطرف في الفهم والممارسة الدينية، والدعوة إلى الرفق الذي هو ركيزة من ركائز الدعوة إلى الله، كما ورد عن النبي الكريم ﷺ: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله".

ويأتي اختيار هذا الموضوع في توقيت بالغ الأهمية، إذ تتزايد الحاجة إلى إعلاء قيم الحوار، ونبذ التعصب، وفهم النصوص فهمًا سليمًا بعيدًا عن التأويلات السقيمة التي تتخذ من الدين ستارًا لأهداف مريضة أو أجندات مغرضة.

ومن خلال منابرها، تؤكد وزارة الأوقاف أن الدين لم يُبْعث لإعنات الناس، وإنما جاء رحمةً للعالمين، وأن الاعتدال ليس خيارًا هامشيًّا، بل هو الأصل الذي قامت عليه رسالة الإسلام، وأن الرفق هو المفتاح الحقيقي للوصول إلى القلوب قبل العقول.

في ظل هذا النهج التنويري، تستمر وزارة الأوقاف في دعم الخطاب الديني المتزن، وتحصين الوعي الجمعي ضد كل ما من شأنه أن يهدد تماسك الدولة واستقرارها، عبر خطبة الجمعة التي باتت منبرًا رئيسًا لبناء الإنسان وتعزيز قيم المواطنة والتسامح والسلام.

تم نسخ الرابط