خبير دولي: تصاعد التوتر في اليمن صراع دولي بأدوات محلية |فيديو

أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن التصعيد العسكري المستمر في اليمن يعكس أبعادًا جيوسياسية تتجاوز حدود الصراع المحلي، إذ يُستخدم الحوثيون كأداة في حرب بالوكالة لصالح إيران، التي بدورها تُدرج ضمن استراتيجيات أوسع لكل من الصين وروسيا وفقًا للتصور الأمريكي.
الجماعات غير الحكومية أداة لاستنزاف القوى الكبرى
وخلال مداخلة له في برنامج "منتصف النهار"، الذي تقدمه الإعلامية هاجر جلال عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أشار سنجر إلى أن الجماعات غير الحكومية مثل حزب الله، وحماس، والحوثيين، أصبحت أدوات رئيسية في صراعات جيوسياسية ممتدة، تُستخدم لاستنزاف القوى الكبرى وتحقيق مصالح الفاعلين الدوليين دون الدخول في مواجهات مباشرة.
وأوضح أن الحوثيين، رغم تقديم أنفسهم كحركة مقاومة محلية، يخوضون معارك تُخدم أجندات خارجية، حيث تستغلهم إيران لتعزيز نفوذها الإقليمي في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، بينما ترى واشنطن أن دعم طهران لهذه الجماعة يُعد جزءًا من استراتيجية أوسع تُهدد الاستقرار في الشرق الأوسط.
تهديد الممرات المائية
وحذر خبير السياسات الدولية، من خطورة استهداف الممرات المائية والملاحة الدولية، معتبرًا أن هذه التكتيكات قد تؤدي إلى نتائج عكسية تلحق الضرر بالقضية الفلسطينية أكثر مما تخدمها.
واستشهد في هذا السياق بتجارب تاريخية، مثل خطف الطائرات في سبعينيات القرن الماضي، التي ساهمت في تشويه صورة المقاومة الفلسطينية بدلًا من دعمها على الساحة الدولية.
وأضاف أن استهداف الحوثيين لمضيق باب المندب والممرات البحرية الاستراتيجية قد يُوفر ذريعة للولايات المتحدة لتوسيع عملياتها العسكرية في اليمن، مما قد يؤدي إلى تدمير البنية التحتية للدولة دون تحقيق مكاسب استراتيجية حقيقية.
وأوضح أن هذا السيناريو يتماشى مع السياسات الأمريكية في المنطقة، التي تسعى للحد من النفوذ الإيراني بأي وسيلة ممكنة.
واشنطن والتصعيد العسكري
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، أشار سنجر إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تبنت نهجًا أكثر عنفًا ضد الحوثيين، حيث سعت إلى تصعيد المواجهة العسكرية في محاولة لإثبات قوتها على الصعيدين العسكري والسياسي.
وأوضح أن الاستراتيجية الأمريكية تجاه الحوثيين تعتمد على الردع العسكري بالتوازي مع الضغوط الدبلوماسية على إيران، مشيرًا إلى أن هذه السياسة قد تؤدي إلى توترات أوسع نطاقًا في المنطقة، خاصة في ظل التنافس بين القوى الكبرى على النفوذ في الشرق الأوسط.

اليمن ساحة صراع
وأكد على أن اليمن أصبح ساحة صراع إقليمي ودولي، حيث تتداخل الأجندات السياسية والعسكرية للقوى الكبرى، مما يزيد من تعقيد الأزمة اليمنية ويُطيل أمد المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني.
وشدد على ضرورة تبني حلول سياسية ودبلوماسية لإنهاء الصراع، محذرًا من أن استمرار التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والانهيار، دون تحقيق أي تقدم حقيقي نحو السلام والاستقرار في المنطقة.