عالم أزهري: الانصات للشخص المكروب من أعظم أبواب الخير وجبر الخواطر (خاص)

أكد الشيخ أحمد سمير الأزهري من علماء الأزهر الشريف أن من أعظم أبواب الخيرباب جبر الخواطر، مؤكدًا أن الإنسان إذا جاءه شخص مكروب أو حزين، فاستطاع أن يواسيه بكلمة طيبة، أو يستمع إليه في لحظة ضيق، فإن ذلك من أعظم القربات. وقال فضيلته: “ربما لا تملك مالًا، ولا حلاً لمشكلة صديقك، لكن مجرد استماعك له، وتعاطفك معه، وسعة صدرك لشكواه، كل ذلك يُكتب لك به أجر، لأنه من جبر الخاطر، ومن مواساة المسلم لأخيه”.
وأضاف الأزهري في تصريح خاص لـ " نيوز رووم ": “كثير من المكروبين لا يريدون مالًا، بل فقط من يسمعهم، من يحتويهم، من يقول لهم كلمة طيبة تخفف ما في قلوبهم، وهذا من أعظم وأحب الأعمال التي قد تكون سبب في دخول الجنة ”.
وتابع: “يكفينا في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك صدقة، فكيف بمن يساعد، ويقضي الحاجة، ويزيل الهم، ويفرج الكرب؟!”.
وأكد، أن أبواب الخير التي توصل العبد إلى الجنة كثيرة ومتنوعة، مشيرًا إلى حرص الصحابة رضوان الله عليهم على معرفة الأعمال التي تقربهم إلى الله وتكون سببًا في دخولهم الجنة ونجاتهم من النار.
وأشار إلى الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: “يا رسول الله، دلني على عمل إذا عمله العبد دخل الجنة”. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسيرٌ على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا”، ثم قال له صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوف الليل…”.
وأوضح أن هذا الحديث يعكس تعدد سبل الطاعة وأبواب الخير، ويؤكد أن الدين لم يقتصر على العبادات الظاهرة فقط، بل فتح مجالات واسعة لكل إنسان مهما كانت قدراته، ليتقرب إلى الله تعالى.
كما أشار إلى الحديث الشريف: “والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”، معتبرًا أنه قاعدة عظيمة في باب الإحسان والمعونة والمواساة، داعيًا إلى إحياء هذه المعاني في المجتمع، لا سيما في زمن كثرت فيه الهموم، وقلّ فيه من يجبر الخواطر
استجابة الدعاء ليست شرطًا في تحقق المطلوب
قال الشيخ أحمد سمير الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الدعاء عبادة جليلة لله تعالى، وليس مجرد وسيلة لتحصيل المرغوبات، مؤكدًا أن المسلم مأمور بالدعاء بنص القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”.
وأوضح الأزهري ( في تصريح خاص لنيوز رووم ) أن الاستجابة للدعاء ليست قاصرة على تحقيق ما يطلبه العبد بعينه، بل قد تتجلى في صور أخرى من الخير، كأن يدفع الله بالدعاء بلاءً كان سينزل، أو يرفع درجات الداعي في الجنة، أو يخفف عنه بلاءً واقعًا، أو يثيبه على دعائه وإن لم يتحقق مراده، مشيرًا إلى أن كل ذلك من صور الاستجابة التي لا يراها العبد بعينه، لكنها تقع في علم الله وحكمته.
وأشار إلى أن الدعاء في ذاته عبادة وطاعة، وله فضل عظيم حتى لو لم يُرَ أثره ظاهرًا، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “لا يقل أحدكم: دعوت فلم يُستجب لي”، مبينًا أن النبي ﷺ علمنا الصبر على الدعاء وعدم استعجال نتائجه، وعدم تركه لمجرد تأخر الإجابة، لأن في ذلك تسلل من مداخل الشيطان لإضعاف الصلة بالله، فقال ﷺ: “يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يُستجب لي”.
وأضاف الأزهري أن من الخطأ الشائع أن يظن الإنسان أن دعاءه لا يُسمع أو لا يُستجاب له، لمجرد أن ما يطلبه لم يتحقق، مؤكداً أن هذه النظرة قاصرة ومنافية لمقاصد الدعاء، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: “ما من عبد مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.
وشدد الشيخ أحمد سمير على أن عبارة “أنا بدعي وربنا مش بيستجيب” من وساوس الشيطان، وتهدف إلى صرف العبد عن أعظم أبواب القرب إلى الله، مضيفًا: “الدعاء مخ العبادة، أي أنه لبّها وجوهرها، ومنزلته عند الله عظيمة”.
واختتم بالتأكيد على أن على المسلم أن يُكثر من الدعاء في كل أحواله، في الشدة والرخاء، وألا يملّ، ولا يستعجل، وأن يثق أن الله أرحم به من نفسه، ويعلم الخير له أكثر مما يعلم العبد لنفسه