الشيخ أحمد سمير الأزهري: استجابة الدعاء ليست شرطًا في تحقق المطلوب (خاص)

قال الشيخ أحمد سمير الأزهري، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الدعاء عبادة جليلة لله تعالى، وليس مجرد وسيلة لتحصيل المرغوبات، مؤكدًا أن المسلم مأمور بالدعاء بنص القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”.
وأوضح الأزهري ( في تصريح خاص لنيوز رووم ) أن الاستجابة للدعاء ليست قاصرة على تحقيق ما يطلبه العبد بعينه، بل قد تتجلى في صور أخرى من الخير، كأن يدفع الله بالدعاء بلاءً كان سينزل، أو يرفع درجات الداعي في الجنة، أو يخفف عنه بلاءً واقعًا، أو يثيبه على دعائه وإن لم يتحقق مراده، مشيرًا إلى أن كل ذلك من صور الاستجابة التي لا يراها العبد بعينه، لكنها تقع في علم الله وحكمته.
وأشار إلى أن الدعاء في ذاته عبادة وطاعة، وله فضل عظيم حتى لو لم يُرَ أثره ظاهرًا، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “لا يقل أحدكم: دعوت فلم يُستجب لي”، مبينًا أن النبي ﷺ علمنا الصبر على الدعاء وعدم استعجال نتائجه، وعدم تركه لمجرد تأخر الإجابة، لأن في ذلك تسلل من مداخل الشيطان لإضعاف الصلة بالله، فقال ﷺ: “يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يُستجب لي”.
وأضاف الأزهري أن من الخطأ الشائع أن يظن الإنسان أن دعاءه لا يُسمع أو لا يُستجاب له، لمجرد أن ما يطلبه لم يتحقق، مؤكداً أن هذه النظرة قاصرة ومنافية لمقاصد الدعاء، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: “ما من عبد مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.
وشدد الشيخ أحمد سمير على أن عبارة “أنا بدعي وربنا مش بيستجيب” من وساوس الشيطان، وتهدف إلى صرف العبد عن أعظم أبواب القرب إلى الله، مضيفًا: “الدعاء مخ العبادة، أي أنه لبّها وجوهرها، ومنزلته عند الله عظيمة”.
واختتم بالتأكيد على أن على المسلم أن يُكثر من الدعاء في كل أحواله، في الشدة والرخاء، وألا يملّ، ولا يستعجل، وأن يثق أن الله أرحم به من نفسه، ويعلم الخير له أكثر مما يعلم العبد لنفسه
فضل الدعاء في الإسلام:
1. عبادة عظيمة: الدعاء من أعظم العبادات، فقد قال النبي ﷺ: “الدعاء هو العبادة”.
2. سبب في رفع البلاء: الدعاء قد يرفع البلاء قبل أن ينزل، أو يخففه بعد نزوله.
3. يقرّب العبد من ربه: فيه تذلل وخضوع لله، مما يزيد من قوة العلاقة الروحية بين العبد وربه.
4. سبب لمغفرة الذنوب: الدعاء الصادق المتضرع قد يكون سببًا لمغفرة الذنوب والعتق من النار.
5. مفتاح للرزق والخير: الدعاء يجلب الرزق، ويفتح أبواب الخير والبركة في الحياة.
6. يحقق الأمن النفسي: الدعاء يُشعر الإنسان بالطمأنينة والسكينة ويقلل من القلق والخوف.
7. لا يُرد سدى: فإما أن يُستجاب كما هو، أو يُدخر لصاحبه في الآخرة، أو يُصرف به شر.
8. سلاح المؤمن في كل وقت: سواء في الرخاء أو الشدة، يظل الدعاء وسيلة الاتصال بالله في كل الظروف.
9. من أسباب النصر والتوفيق: دعت به الأنبياء، وكان سببًا في نصرتهم وتوفيقهم في حياتهم.
10. علامة على التوكل والإيمان: الدعاء يعكس ثقة العبد بقدرة الله، وتسليمه الكامل لمشيئته