إطعام الطعام.. هل يشترط نوع معين من الأكل لتقديمه إلى المحتاجين؟|خاص

أكد الشيخ عطية محمد، أحد علماء الأزهر الشريف، أن إطعام الطعام يُعد من أعظم القربات في الإسلام، ومن الأعمال التي دعا إليها القرآن الكريم، وجعلها الله سمة من سمات عباده الأبرار، مشيرًا إلى قول الله تعالى:
{ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا} [الإنسان: 8-9].
وقال الشيخ عطية، في تصريح خاص " لنيوز رووم "، إن الشرع لم يُحدد نوعًا معينًا للطعام الواجب تقديمه للمحتاجين، ولم يشترط كونه مطبوخًا أو نيئًا، إنما المعتبر هو أن يكون كافيًا لسد حاجة الجائع، ويُحقق له الكفاية والكرامة الإنسانية.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى هذا المعنى في قوله: “أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”، فدل الحديث على أن إطعام الطعام من أعظم الأعمال، دون تقييد بنوع أو صنف معين.
وأوضح أن أقل ما يُجزئ في إطعام الطعام هو ما يكفي المحتاج من وجبة مشبعة، حسب حال الناس وأعرافهم، لافتًا إلى أن البعض قد يقدم الطعام نيئًا ليقوم المحتاج بطبخه، والبعض يقدمه جاهزًا، وكلاهما جائز ومقبول شرعًا.
وختم الشيخ عطية تصريحه بقوله:“المقصود من إطعام الطعام هو تحقيق الإعانة للمحتاج، سواء كان الطعام من اللحم أو الخبز أو الأرز أو غير ذلك. فالعبرة ليست بالنوعية، وإنما بالنية والنتيجة.. وهذا من رحمة الشريعة وتيسيرها على الناس أن الجزاء عند الله ليس مرتبطًا بغلاء الطعام أو فخامته، وإنما بالإخلاص في العطاء والنية الصادقة.
واختتم حديثه بقوله:“الرسول ﷺ قال: “اتقوا النار ولو بشق تمرة”، يعني حتى لو بنص تمرة، فما بالك بوجبة؟ لا تحقرنّ من المعروف شيئًا، فربّ صدقة صغيرة تفتح لك بابًا من أبواب الجنة.
إطعام الطعام في الإسلام عبادة تجمع بين الإيمان والعمل الصالح
يُعتبر إطعام الطعام من القُربات العظيمة التي حثّ عليها الإسلام، وجعلها من دلائل الإيمان الحقيقي، ووسائل التقرب إلى الله عز وجل، ومظاهر الرحمة التي يتجلى بها المسلم تجاه أخيه المسلم وغيره من المحتاجين. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية كعملٍ يُحبّه الله، ويبارك أثره في الدنيا والآخرة.
في القرآن الكريم: قال الله تعالى في سورة الإنسان عن عباد الله الأبرار: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيما وأسيرًا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورًا}
[الإنسان: 8-9]
فهم يقدمون الطعام رغم حاجتهم إليه، بدافع الإخلاص وابتغاء مرضاة الله، دون انتظار أي مقابل مادي أو معنوي.
وقال تعالى: {فلا اقتحم العقبة. وما أدراك ما العقبة. فك رقبة. أو إطعام في يوم ذي مسغبة. يتيمًا ذا مقربة. أو مسكينًا ذا متربة}
[البلد: 11-16]
فجعل من صور تخطي العقبات الأخلاقية العظيمة في الإسلام: إطعام المحتاجين، خاصة في أوقات الشدة والجوع.
في السنة النبوية: عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام”
(رواه الترمذي).
جمع النبي بين إطعام الطعام وبين أعظم أعمال الإسلام كإفشاء السلام وصلاة الليل، مما يدل على عظيم منزلته.كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “في الجنة غرف يُرى ظاهرها من باطنها… قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام”
(رواه الترمذي).
الحكمة من إطعام الطعام:
1. تحقيق التكافل الاجتماعي: فالمسلم لا يعيش لنفسه، بل يشعر بالآخرين، ويحرص على رفع معاناتهم، وخاصة في أوقات الحاجة.
2. زرع المحبة في القلوب: حيث يُسهم الطعام في توطيد العلاقات وكسر الحواجز بين الناس.
3. كفارة للذنوب: كما بيّن النبي أن الصدقة، ومنها إطعام الطعام، تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار.
4. تيسير الأمور: فمن يسّر على الناس، يسّر الله عليه.
أشكال إطعام الطعام:
• تقديم الوجبات للمحتاجين والفقراء.
• توزيع الطعام في المناسبات العامة كرمضان أو عند وقوع الكوارث.
• إعداد طعام لضيوف أو مسافرين.