أمجد الشوا: الإخلاء الطبي العاجل لـ14 ألف حالة حرجه داخل القطاع |فيديو

حذّر الدكتور أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من أن الوضع داخل مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بلغ مستويات "كارثية بكل المقاييس"، في ظل تدهور الخدمات الطبية والنقص الحاد في المستلزمات.
وخلال مداخلة على قناة "النيل للأخبار"، أكد أمجد الشوا أن المستشفى أصبح بمثابة خط الدفاع الأول للتعامل مع الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، في أعقاب التصعيد الإسرائيلي المستمر، والذي تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية الصحية.
المستشفى الوحيد الذي يعمل
وأشار أمجد الشوا إلى أن مستشفى شهداء الأقصى يمثل ما تبقى من النظام الصحي في القطاع، بعد خروج معظم المستشفيات عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي أو نقص الإمكانيات، مضيفًا أن الاحتلال لم يكتف بتدمير المرافق، بل قام أيضًا باعتقال أكثر من 350 من أفراد الطواقم الطبية، ما زاد من تعقيد المشهد الصحي.
وأوضح أمجد الشوا أن هذا المستشفى يستقبل أعدادًا ضخمة من المصابين يوميًا، في ظل غياب شبه تام للموارد الطبية اللازمة لإجراء عمليات جراحية أو تقديم العناية المركزة.
نداء عاجل لتوفير الأدوية
وفي سياق متصل، طالب أمجد الشوا المجتمع الدولي بسرعة التدخل لدعم القطاع الصحي، من خلال إرسال كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الجراحية، إضافة إلى طواقم طبية متخصصة تستطيع مساندة الكوادر المرهقة والعاملة في ظروف غير إنسانية.
ودعا أمجد الشوا كذلك إلى الإخلاء الطبي العاجل لأكثر من 14 ألف حالة مرضية وجريحة من داخل القطاع، مشيرًا إلى أن بقاء هذه الحالات دون علاج في ظل الواقع الحالي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياتهم.
إدارة المستشفى تطلق استغاثة
من جهتها، أطلقت إدارة مستشفى شهداء الأقصى نداء استغاثة شديد اللهجة، محذّرة من تدهور الوضع الصحي داخل أقسام المستشفى. وأكدت الإدارة توقف العمليات الجراحية بشكل كامل بسبب نفاد المواد الأساسية، إضافة إلى الارتفاع المطرد في أعداد الجرحى والمصابين، وسط ندرة حادة في الأدوية والمحاليل الطبية.
وطالبت إدارة المستشفى جميع الجهات الإنسانية والرسمية، العربية والدولية، بالتدخل الفوري لتوفير الدعم الطبي اللازم، قبل أن تتحول الأزمة الصحية إلى كارثة إنسانية شاملة تهدد حياة الآلاف.
المنظمات الأهلية تدق ناقوس
وفي ختام تصريحاته، شدد أمجد الشوا على أن المنظمات الأهلية الفلسطينية تعمل بأقصى طاقتها في ظل ظروف شبه مستحيلة، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار شامل لمنظومة الرعاية الصحية في قطاع غزة.
وأوضح أمجد الشوا أن المستشفيات الميدانية المؤقتة لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، في حين أن المستودعات الطبية باتت شبه خالية من الإمدادات، وهو ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لتفادي كارثة صحية غير مسبوقة.
الاحتلال يضاعف معاناة المرضى
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف بشكل ممنهج القطاع الصحي في غزة، سواء عبر القصف المباشر أو من خلال حصار خانق يمنع دخول الأدوية والمعدات، ما يجعل المرضى ضحايا مزدوجين للعدوان والحرمان الطبي.
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن نقص الوقود والكهرباء يهدد بإغلاق المزيد من المرافق الطبية خلال الأيام المقبلة، ما لم يتم فتح معابر إنسانية لإدخال المساعدات الطبية فورًا.

دعوة لتحرك إنساني عاجل
وتتواصل المناشدات من داخل قطاع غزة إلى المؤسسات الدولية، خاصة منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، من أجل التدخل السريع لإنقاذ الأرواح.
في الوقت ذاته، تزداد المطالبات الشعبية والإعلامية في العالم العربي والدولي بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال للسماح بإدخال الإمدادات الطبية وتأمين الممرات الآمنة للإخلاء الطبي، في محاولة لاحتواء الكارثة المتفاقمة.