الحالة السادسة خلال شهر.. انتحار جندي إسرائيلي بعد خدمة في "وحدة الجثث" بغزة

أقدم جندي احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي على الانتحار، داخل منزله في مدينة أوفاكيم، وسط موجة من التوترات النفسية المتصاعدة بين الجنود العائدين من جبهة غزة، والجندي، أرييل مائير تامان، كان يخدم في وحدة الحاخامية العسكرية، وتحديدًا ضمن فريق التعرف على جثث الجنود الذين سقطوا خلال الحرب، وهي مهمة بالغة القسوة تركت آثارًا نفسية عميقة عليه.
انتحار جنود الاحتلال
و خدم لفترة طويلة في وحدة "التحقيق في الهوية"، المسؤولة عن التحقق من هوية القتلى، وتم تسريحه بعد تقييم لحالته النفسية، ورغم ذلك، عاد وطلب استئناف الخدمة في نفس الوحدة، إلا أن رئيس الأركان رفض طلبه، ليعود إلى موقع مختلف داخل الحاخامية العسكرية.
ويعد انتحار الجندي هو الحالة السادسة للانتحار بين صفوف الجيش منذ مطلع الشهر الجاري، حيث تشير المعطيات إلى انتحار ثلاثة جنود نظاميين، وجندي واحد خلال الخدمة الفعلية في الاحتياط، إضافة إلى اثنين خدموا لفترات طويلة في الاحتياط وانتحروا بعد تسريحهم.
وذكرت صحيفة "هآرتس"، أن المؤسسة العسكرية تتجاهل معاناة هؤلاء الجنود، وتخفق في توفير الحد الأدنى من الرعاية النفسية لهم، ووصف الوضع داخل الوحدة بـ"العار"، منتقدًا بشدة تدني الميزانية المخصصة للدعم النفسي بسبب كونهم "غير مقاتلين" بحسب تصنيف الجيش.
وحذر مسؤول من تزايد حالات الانتحار، قائلاً: "نعيش على حافة الخطر، وبعد الحادث أجرينا اتصالات عاجلة بعدد من الجنود الأكثر عرضة للخطر، هناك قلق حقيقي من ظاهرة التقليد التي قد تنتشر بسبب يأس البعض".
وفي أول رد رسمي، أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه تم تخصيص ميزانيات للدعم النفسي لأفراد الاحتياط، وأن وحدات مختصة، ضمنها برنامج "أميت" في وزارة الدفاع، تقدم خدمات عاطفية وشخصية للجنود وعائلاتهم، وشدد على أن نظام الصحة النفسية في الجيش يعمل على مدار الساعة، ويدير مراكز دعم واستشارات نفسية، من بينها خطوط ساخنة وخدمات ميدانية.
أرقام صادمة عن معاناة جيش الاحتلال من الأمراض النفسية
لكن على أرض الواقع، تكشف الأرقام عن صورة أكثر قتامة، فوفقاً لمعطيات رسمية، انتحر منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 وحتى نهاية العام، 7 جنود في الخدمة الفعلية علي حسب زعم الاحتلال ولكن تقارير أخرى تكشف أن العدد أكبر بكثير، فيما ارتفع العدد إلى 21 حالة انتحار في عام 2024 وحده، أما عام 2025، فترفض المؤسسة العسكرية الإفصاح عن الأرقام، بانتظار نهاية العام.
وتشير تقارير صحيفة "هآرتس" إلى أن الأرقام الرسمية لا تشمل الجنود الذين انتحروا بعد تسريحهم، ما يعني أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير، فحتى الآن، وثّقت الصحيفة ما لا يقل عن 17 حالة انتحار إضافية منذ بداية 2025، جميعها تعود لجنود كانوا في الخدمة الفعلية.