الكرملين: الاستخبارات كشفت خطة لتبديل زيلينسكي بسفير أوكرانيا في لندن

قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الاستخبارات الخارجية الروسية تمتلك معلومات "موثوقة" تفيد بوجود تحركات داخلية في أوكرانيا تهدف إلى استبدال الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالسفير الأوكراني في لندن، الجنرال فاليري زالوجني، القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية.
وأضاف بيسكوف، في تصريحات صحفية اليوم، أن "هذه المعلومات تتحدث عن نفسها، ولا تحتاج إلى تأكيدات أو تعليقات إضافية"، في إشارة إلى ما وصفه بأنه "اضطراب داخلي متزايد" داخل الدوائر السياسية والعسكرية في أوكرانيا، خاصة مع استمرار الحرب وتراجع الدعم الغربي تدريجيًا.
استبدال زلينسكي شرط أساسي لإعادة ترتيب علاقات كييف بواشنطن
وكانت وكالة الاستخبارات الخارجية الروسية قد أفادت، يوم الثلاثاء، بأن مسؤولين كباراً من الولايات المتحدة وبريطانيا عقدوا مشاورات مع شخصيات أوكرانية بارزة لبحث مستقبل القيادة السياسية في كييف، في ظل تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد زيلينسكي.
وأوضحت الوكالة أن المحادثات جرت بمشاركة رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، ورئيس الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف، بالإضافة إلى زالوجني نفسه، الذي يشغل حالياً منصب سفير أوكرانيا لدى المملكة المتحدة، بعدما أُقيل من قيادة الجيش في فبراير/2024.
وأضافت أن القرار الغربي يتمثل في دعم ترشيح زالوجني لقيادة أوكرانيا، معتبرة أن “استبدال زيلينسكي أصبح شرطاً أساسياً لإعادة ترتيب العلاقات بين كييف والغرب، لا سيما مع واشنطن”.
وكانت العلاقة بين زيلينسكي وزالوجني قد شهدت توتراً متزايداً قبل الإقالة، على خلفية خلافات حول الاستراتيجيات العسكرية ومسألة التعبئة العامة، وفقاً لتقارير سابقة لشبكة “سي إن إن”.
ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أوكرانيا معلّقة بسبب الأحكام العرفية المفروضة منذ اندلاع الحرب في فبراير، وهو ما حال دون إجراء انتخابات كان يفترض أن تُجرى في عام 2024.
ورغم ذلك، تضغط واشنطن لإجراء انتخابات محتملة بحلول نهاية العام، خاصة إذا ما نجحت أوكرانيا في التوصل إلى هدنة مؤقتة مع روسيا.
تشكيك بوتين بشرعية زلينيسكي
من جانبه، شكك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شرعية زيلينسكي، معتبراً أنه “لا يتمتع بتفويض انتخابي ساري”، وبالتالي “لا يملك الحق القانوني للتوقيع على اتفاقات سلام ملزمة”، على حد تعبيره.
وتخوض روسيا وأوكرانيا حربًا ضروسًا منذ ثلاثة أعوام، بينما لا توجد أفاق لحل سلمي، فيما لا يستطيع أحد الطرفين حسم الحرب، على الرغم من التقدم الروسي البطئ في الأراضي الأوكرانية.
وتتمسك روسيا بالحفاظ على الأراضي الأوكرانية الواقعة تحت سيطرتها، وتخلي أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وهو ما ترفضه أوكرانيا.
وبحسب مجلة Responsible statecraft الأمريكية، فإنه لا سلام بين البلدين، قبل أن تقدم أوكرانيا تنازلات، أهمها التخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، كما يجب أن يكون هناك مفاوضات جدية حول القضايا الجوهرية، مثل توزيع القوات على الأرض عند توقف القتال.
وعقد في الأسبوع الماضي جولة ثالثة من المفاوضات الرامية لوقف الحرب بين البلدين في إسطنبول، لكن لم يحدث أي إختراق، سوى الاتفاق على عملية تبادل أسرى جديدة.