حكم صلاة من يصلي منفردًا خلف الصفوف في الجماعة .. الإفتاء توضح

أجابت دار الإفتاء على تساؤل ورد إليها حول حكم صلاة من يصلي منفردا خلف الصفوف أثناء صلاة الجماعة، مؤكدةً أن الأمر يتعلق بحالتين: إذا كان الانفراد لعذر أو من غير عذر.
حكم صلاة من يصلي منفردا خلف الصفوف
أوضحت دار الإفتاء أن صلاة من يصلي منفردا خلف الصفوف، إذا كان لعذر صحيحة شرعًا تمامًا ولا إثم عليه، أما إذا كان الانفراد لغير عذر فإن الصلاة تصح مع الكراهة، ويحصل المصلّي على ثواب الجماعة في كلتا الحالتين. ومع ذلك، يُستحب للمصلّي أن يلتحق بالصف لتجنب خلاف الفقهاء الذين يرون بطلان صلاته، كالحنابلة.

فضل صلاة الجماعة
أشارت دار الإفتاء إلى أن صلاة الجماعة تعد من الشعائر العظيمة في الإسلام ولها فضل كبير. فقد ورد في الحديث الشريف: «صلاة الجماعة تَفْضُل صلاة الفَذِّ بخمس وعشرين درجة» كما في "صحيح البخاري"، وفي رواية أخرى «بسبع وعشرين درجة».
وبيّنت دار الإفتاء أن إقامة الصفوف في صلاة الجماعة يجب أن تكون كاملة ومترابطة، بحيث يتم الصف الأول ثم الصف الذي يليه، وهكذا.
واستشهدت بما رواه الإمام أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَتِمُّوا الصفَّ الـمُقدَّم، ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِن نَقْصٍ فَليكُن فِي الصفِّ المؤخَّرِ».
آراء الفقهاء حول صلاة من يصلي منفردًا خلف الصفوف
تطرقت دار الإفتاء إلى آراء المذاهب الفقهية في حكم صلاة من يصلي منفردًا خلف الصفوف، مشيرةً إلى وجود اختلافات بينهم:
الحنفية والمالكية والشافعية، ذهبوا إلى أن حكم صلاة من يصلي منفردًا خلف الصفوف صحيحة إذا تعذر عليه الدخول فيه، وذلك بلا كراهة. أما إذا كان الانفراد مع القدرة على الدخول في الصف، فإن الصلاة تكون صحيحة لكنها مكروهة.
الحنابلة: رأوا أن صلاة من يصلي منفردًا خلف الصفوف غير صحيحة إذا صلى ركعة كاملة على هذه الحالة، مستدلين بحديث وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلي منفردًا خلف الصف، فقال له: «أَعِدْ صلاتك».

الرأي الشرعي النهائي في حكم صلاة المنفرد
خلصت دار الإفتاء إلى أن صلاة من يصلي منفردا خلف الصفوف، صحيحة مع الكراهة إذا كان الصف يحتوي على فرجة يمكنه الدخول فيها. ومع ذلك، يُستحب للمصلّي أن يسعى للدخول في الصفوف المكتملة خروجًا من خلاف الحنابلة الذين يعتبرون صلاته باطلة.
وأكدت دار الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى هو الأعلم بالصواب، داعيةً المسلمين إلى الالتزام بالترابط في الصفوف أثناء صلاة الجماعة، لما لذلك من أهمية كبيرة في تحقيق النظام والروح الجماعية التي يدعو إليها الإسلام.