عاجل

بدعة أم سنة.. الإفتاء تكشف حكم قول "حرمًا" بعد الصلاة

الصلاة
الصلاة

قول "حرمًا" الذي يتبادله المصلون بعد انتهاء  الصلاة،  هل هذا الأمر عادة موروثة، أم أن له أساس شرعي؟، سؤال توضحه نيوز رووم من خلال فتوى دار الإفتاء المصرية.

حكم قول حرما بعد الصلاة

وقالت الإفتاء إن قول "حرمًا" بعد الصلاة هو من باب الدعاء كما أن دعاء المصلين لبعضهم البعض عقب الفراغ من الصلاة بما تيسر من عبارات الدعاء هو أمر مشروع ولا يجوز إنكاره شرعًا لأن الدعاء مشروع بأصله، وإيقاعه عقب الصلاة آكد في المشروعية وأشد في الاستحباب، فإذا كان من المسلم لأخيه فهو أدعي للقبول، وبذلك جرت سنة المسلمين سلفًا وخلفًا، وإنكار ذلك أو تبديع فاعله ضرب من التشدد والتنطع الذي لا يرضاه الله تعالي ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. 

كما أن قول "حرمًا" فهو دعاء بالصلاة في الحرم الشريف أي: رزقك الله صلاةً في الحرم، فتكون "حرمًا" منصوبة على نزع الخافض، أو دعاء بأن يتقبل الله الصلاة كقبولها في الحرم الشريف؛ فتكون "حرمًا" نائبًا عن المفعول المطلق بيانًا للنوع.

وقد جرت العادة أن المصلي إذا قال لجاره "حرمًا" أن يَرد عليه بقوله: "جمعًا"، والمعنى: الدعاء للداعي أن يقبلهما الله تعالى جميعًا؛ أي: ولك بمثل، أو أن يجمعهما في حرمه؛ فهو حالٌ على كل حالٍ.

وتابعت الافتاء: هذا من مستحسن الدعاء، وهو في معنى الدعاء بالقبول؛ لأن الصلاة في الحرم مظنة القبول وفيها مضاعفة الثواب مائة ألف مرة، وفيه إظهار الشوق إلى حرم الله ومقدساته، وفي الدعاء بـ"جمعًا" امتثال لقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" متفق عليه.

فضل دعاء المسلم لأخيه

وفقًا لما ذكرته دار الإفتاء المصرية،فلقد رغب الشرع الشَّريف في دعاء المسلم لأخيه، وبين أنه مستجاب فعن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه يقول: حدثني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب" أخرجه الإمام أحمد، والبيهقي.

وقال العلامة القاري: "كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة ليدعو له الملَك بمثلها، فيكون أعون للاستجابة"، فإذا كان الدعاء في الأحوال والأوقات والأمكنة الفاضلة تأكد استحبابه وزادت فضيلته، ورجِي قبوله وإجابتُه، ومن هذه الأوقات: الدعاء عقب الصلوات المكتوبات، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ﴾ [النساء: 103].

وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: "جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ" أخرجه الترمذي وحسَّنه، والنسائي في "السنن الكبرى".

تم نسخ الرابط