الإسكان الأخضر في مصر.. خطوة نحو التنمية المستدامة وتقليل فاتورة الطاقة

في خطوة تعكس توجه الدولة نحو الاستدامة وترشيد استهلاك الموارد، بدأت الحكومة المصرية تنفيذ مشروعات للإسكان الأخضر ضمن برامج الإسكان الاجتماعي، بالتعاون مع صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، والبنك الدولي، والبنك المركزي المصري.
وتهدف هذه المشروعات إلى تقديم وحدات سكنية منخفضة التكاليف لكنها موفرة للطاقة، صديقة للبيئة، ومعتمدة على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، وهو ما يمثل تحولًا نوعيًا في منظومة الإسكان الموجهة لمحدودي ومتوسطي الدخل.
ما هو الإسكان الأخضر؟
يشير مصطلح "الإسكان الأخضر" إلى الأبنية المصممة بأساليب تراعي البيئة وتقلل من استهلاك الطاقة والمياه، وتحد من الانبعاثات الكربونية، كما تعتمد على استخدام مواد بناء مستدامة، وتوفير تهوية طبيعية، وعزل حراري، وتشجير محيط المشروع.
وحدات سكنية بالتمويل الأخضر
تم تدشين عدة مشروعات للوحدات السكنية الممولة بـ"التمويل الأخضر"، بدعم من شركاء التنمية، وعلى رأسهم البنك الدولي، حيث يحصل المستفيد على قرض سكني بفائدة منخفضة مقابل التزامه بشراء وحدة ضمن مشروع معتمد بيئيًا.
وأكدت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، أن المشروعات الجديدة تمثل نقلة نوعية، وأن 25 ألف وحدة سكنية جار تنفيذها بمعايير الإسكان الأخضر في عدد من المدن الجديدة، من بينها حدائق العاصمة، وحدائق أكتوبر، وبدر.
فوائد الإسكان الأخضر للمواطن والدولة
* خفض فواتير الكهرباء والمياه: عبر تصميمات تقلل الحاجة لأجهزة التكييف والإضاءة المستمرة.
* تحسين جودة الحياة: من خلال توفير بيئة سكنية صحية أكثر ملاءمة للسكان.
* الحد من التغيرات المناخية: عبر تقليل الانبعاثات الضارة.
* جذب استثمارات دولية: بفضل الشراكات مع مؤسسات تمويل دولية.
تحديات التطبيق
رغم الإشادة الواسعة، يواجه الإسكان الأخضر عدة تحديات، منها ارتفاع تكلفة المواد المستدامة مقارنة بالبناء التقليدي، وضعف الوعي المجتمعي بأهمية التحول نحو السكن الأخضر، إضافة إلى الحاجة لتدريب الكوادر الهندسية والفنية.
الإسكان الأخضر يشمل تصميم وتنفيذ المباني وفقًا لمعايير بيئية محددة، تعتمد على استخدام مواد صديقة للبيئة، وأنظمة تهوية وعزل حراري فعالة، وترشيد استهلاك الطاقة، واستخدام الطاقة المتجددة (مثل الطاقة الشمسية)، إلى جانب تعزيز المساحات الخضراء وتدوير المياه والقمامة.
في مصر، بدأت هذه المفاهيم تترسخ تدريجيًا من خلال مشروعات الإسكان الجديدة، خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة وبعض المدن الذكية مثل العلمين الجديدة وأسوان الجديدة، حيث تم إدخال معايير البناء الأخضر ضمن التصميمات الحضرية والبنية التحتية.