بعد 11 عامًا من إهدار ركلات الجزاء.. هل تحرر تريزيجيه من العقدة؟

استعاد محمود حسن تريزيجيه، جناح النادي الأهلي، شيئًا من ثقته الضائعة، حين نجح في تسجيل الهدف الثاني لفريقه في شباك إنبي، خلال المواجهة الودية التي جمعت الفريقين مساء الثلاثاء، استعدادًا لانطلاق الموسم الجديد من الدوري المصري الممتاز.
المباراة التي حسمها الأهلي بثنائية نظيفة، جاءت ضمن المرحلة الأخيرة من استعدادات الفريق، قبل مواجهة مودرن سبورت المرتقبة يوم 9 أغسطس في افتتاح مشوار حامل اللقب بالدوري.
وسجل محمد مجدي "أفشة" هدف التقدم في الشوط الأول، قبل أن يضيف تريزيجيه الهدف الثاني من ركلة جزاء نفذها بنجاح، في لحظة قد تبدو عابرة في سياق المباراة، لكنها تحمل دلالة نفسية وتاريخية مهمة بالنسبة للجناح الدولي.
ركلة جزاء.. بقيمة هدف وذاكرة
تأتي هذه الركلة الناجحة لتريزيجيه، بعد سلسلة من المواقف التي جعلت ركلات الجزاء تمثل له ما يشبه "العقدة"، خاصة بعد إهداره ركلة مماثلة أمام إنتر ميامي الأمريكي، في أولى مباريات الأهلي بكأس العالم للأندية. تلك اللحظة التي علقت في أذهان الجماهير، وعرّضته لموجة من الانتقادات، خصوصًا أنها جاءت في مواجهة عالمية ذات طابع خاص.

ولم تكن تلك الركلة هي الأولى التي يهدرها اللاعب بقميص الأهلي، إذ يعود سجله السلبي إلى موسم 2013-2014، حين أضاع ركلة جزاء أمام غزل المحلة.
وبين الركلتين، سنوات طويلة من الاحتراف الأوروبي، حمل فيها تريزيجيه ألوان أندية أندرلخت البلجيكي، وقاسم باشا وأستون فيلا، لكنه لم يكن أبدًا الخيار الأول لتنفيذ الركلات.
سجل متواضع.. وتحدٍ نفسي
إحصائيًا، خاض تريزيجيه 10 محاولات من علامة الجزاء خلال مسيرته الاحترافية، سجل منها 6 ركلات، وأهدر 4، أي بنسبة نجاح تبلغ 60% فقط. ومن بين هذه الركلات، أضاع اثنتين بقميص الأهلي، ليبقى نجاحه في تسجيل ركلة إنبي مؤخرًا خطوة صغيرة لكنها رمزية على طريق التحرر من عبء الذكريات السلبية.
ورغم أن الهدف جاء في مباراة ودية، إلا أن أهميته المعنوية لا تقل عن المباريات الرسمية، خصوصًا أنه جاء في توقيت يحتاج فيه تريزيجيه لاستعادة كامل بريقه، والرد على الأصوات المشككة في جدوى استعادته من الملاعب الأوروبية.
ما بين النفس والملعب
في كرة القدم، قد لا يُحسب الهدف الودي ضمن الأرقام الرسمية، لكن تأثيره النفسي في بعض الأحيان يفوق أهداف البطولات. وتريزيجيه الذي تعرض لضغط نفسي كبير منذ عودته للأهلي، يبدو أنه اختار الرد بهدوء، ومن نقطة الجزاء نفسها التي كانت شاهدًا على إخفاقه.
الآن، ومع اقتراب انطلاق الموسم، سيخوض الأهلي مواجهة ودية أخيرة أمام بتروجيت، يوم الأحد المقبل، وهي محطة جديدة لتريزيجيه لمواصلة استعادة الثقة قبل بداية المعارك الحقيقية.
هل تكون ركلة إنبي هي لحظة التحرر؟ أم مجرّد فاصل في صراع طويل مع ذاكرة الركلات؟