«الأقوى منذ 73عامًا» بعد زلزال روسيا.. هل مصر مهددة؟ البحوث الفلكية يوضح

ضرب زازال مدمر بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر، سواحل شبه جزيرة كامشاتكا في أقصى شرق روسيا، والذي وصفه الخبراء، بأقوى هزة أرضية تصيب الأراضي الروسية منذ 73 عامًا، حيث كان الزلزال الأخير الذي ضرب روسيا بمثل هذه القوة في عام 1952م. واشارت بيانات شبكة الزلازل العالمية أن الزلزال وقع على عمق 20 كيلومترًا، وكان مركزه يبعد حوالي 125 كيلومترًا جنوب شرق مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي.
أمواج تسونامي تضرب السواحل
أسفر الزلزال عن أمواج تسونامي تراوحت ارتفاعاتها بين 3 إلى 5 أمتار في بعض المناطق، كان أبرزها مدينة سيفيرو-كوريلسك الروسية، حيث غمرت المياه المرافق العامة وتسببت في أضرار للموانئ. كما وصلت أمواج تسونامي معتدلة إلى السواحل اليابانية في جزيرة هوكايدو، بارتفاعات تراوحت بين 0.4 إلى 1.3 متر، مما دفع السلطات إلى إخلاء حوالي 900 ألف شخص وإغلاق بعض المنشآت الحيوية كإجراء احترازي، خاصة بمحطة فوكوشيما النووية.
هل تتضرر مصر؟
أثار الزلزال حالة من القلق على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، لاسيما في ظل سلسلة الهزات التي شهدتها البلاد مؤخرًا، وعلق الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قائلًا، إن مصر بعيدة تمامًا عن التأثر بمثل هذه الزلازل.
وأوضح أن الأراضي المصرية تقع خارج الحزام الناري، والزلازل في شرق روسيا ليس لها أي امتداد جغرافي أو جيولوجي يصل إلينا، والمسافة بين مصر ومركز الزلزال تتجاوز 9300 كيلومتر، كما أن موجات التسونامي لا تمتد إلى البحر المتوسط.
كامشاتكا: منطقة زلزالية خطرة
تعتبر منطقة كامشاتكا جزءًا من "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا نظرًا لوقوعها بين صفائح تكتونية نشطة. شهدت المنطقة تاريخًا حافلًا بالزلازل، تجاوزت ست هزات منها قوة 8.3 درجات منذ مطلع القرن العشرين.
الصين والولايات المتحدة تتأهبان
في الولايات المتحدة، أكد حاكم ولاية هاواي، جوش غرين، عدم وجود مؤشرات على حدوث موجات عالية أو أضرار كبيرة حتى اللحظة، على الرغم من إعلان حالة التأهب، وقد أُغلقت بعض الموانئ وأُلغيت الرحلات من وإلى جزيرة ماوي دون الحاجة لقطع الكهرباء.
فيما هدد خطر كبير السواحل الشرقية للصين بعد الزلزال، مما دفع السلطات إلى "إخلاء احترازي" للشواطئ في أرخبيل غالاباغوس، وتعليق فوري للأنشطة البحرية، بسبب خطر تعرضها لتسونامي من جراء زلزال جزيرة كامشاتكا الروسية.
وتشمل حالة التوتر والتأهب كلًا من روسيا واليابان والولايات المتحدة وعدة دول أخرى تقع على المحيط الهادئ، والتي أصدرت تحذيرات من احتمال حدوث تسونامي أو هزات ارتدادية خلال الساعات المقبلة.
بالرغم من قوة الزلزال، فإن المؤشرات العلمية والجيولوجية تؤكد عدم وجود أي خطر على مصر أو دول المنطقة العربية. ويبقى التحدي في الاستعداد للزلازل المحلية، ومعالجة آثارها، خاصة في ظل البنية القديمة لبعض المباني التي قد تتأثر حتى بالهزات البسيطة.