عاجل

أوروبا تفرض قيودًا على ملابس السائحين.. ومرشدون عن مصر: «مفيش قواعد»

أرشيفية
أرشيفية

يُعد احترام عادات السكان المحليين أحد عوامل الجذب السياحي، والتي تعمل على تأصيل عادات وتقاليد البلد المستضيف للسياحة، وفي نفس الوقت هي تعريف للسائح بعادات وأزياء وتقاليد البلد التي يزورها، ويرغب العديد من السائحين في تجربتها كنوع من أنواع الفلكلور الشعبي للبلد المستضيف.

أزياء السائحين في فرنسا تثير أزمة 

يذكر بلدة لي سابل دولون السياحية الفرنسية، الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي، قد فرضت غرامات تصل إلى 150 يورو (175 دولارًا أمريكيًا) على أي شخص يتجول «شبه عارٍ» أو بملابس السباحة في أي مكان غير الشاطئ، ووصف يانيك مورو، رئيس البلدية أمس الثلاثاء، سلوك الرجال عراة الصدر، بـ"غير اللائق" حيث لا يرغب السكان المحليين في رؤية الناس يتجولون عراة، وطلب من الشرطة تطبيق القانون، احترامًا للذوق العام، وقال "إذا كنت تريد استعراض عضلات صدرك وسروال السباحة الخاص بك في لو سابل دولون، فهناك شاطئ ممتد لـ11 كيلومترًا تحت تصرفك"، ولاقت الخطوة استحسانًا واسعًا، حيث أبدى العديد من مستخدمي "فيسبوك" دعمهم للقرار، مثل دومينيك كاميو مارسيال الذي علق: «شكرًا لك أيها العمدة، أجد الأمر لا يُطاق أبدًا». 

تعليق المرشدين المصريين 

ومن ناحيته قال بسام الشماع المرشد السياحي والمؤرخ المعروف، في تصريحات إلى نيوز رووم، إن السائحين بشكل كبير يحبون ارتداء الأزياء المحلية لمصر، وعلى مدار 40 عامًا قضيتها في مهنة الإرشاد، كنا إذا ما نبهنا السائحين والسائحات إلى ارتداء زي معين لدخول جامع أو كنيسة أثرية، أو ارتداء زي معين لو كانت الجولة في حي شعبي، كانوا يستجيبون لذلك في سعادة واضحة، بل أن بعض السائحات كن يصررن على النزول من الفندق بزي كـ «الحجاب المعتاد، أو العباءة النسائية بالمناطق الشعبية، أو الملابس ذات الأكمام الطويلة» وهو ما يعد نوعًا من أنواع الجذب السياحي الذي فيه نستخدم الزي الشعبي المحلي. 

ومن ناحيته قال محمد فاروق مرشد سياحي، هذا السلوك يفيد السياحة في الأماكن التي تشتهر بملابس شعبية أو تراثية، ويوجد لدينا مناطق سياحية وأثرية كثيرة لا تحدد الملابس المثالية لدخول السائح، والسائح الأوربي خصيصًا يكون حريص جدًا على احترام عادات البلد، وهو يقدر ذلك بشكل كبير، حيث يحب أن يتشابه في ملابسه مع ملابس المحيطين. 

وقال فاروق، إن المشكلة تتمثل في أن دخول بعض السائحين إلى المناطق الأثرية يخضع لهوى مفتش الآثار، فقد يعترض على ملابس معينة، ثم بعدها بدقائق يقبل بدخول سائح آخر بنفس الملابس، ونحن مع منع أي سائح يأتي بتصرف يخالف الأجواء العامة في مصر، ولكن يكون هذا وفق اشتراطات محددة، وتكون مطبقة في كل مكان بالتساوي، حيث نجد جوامع تصر على أن ترتدي السيدات ما يشبه الإسدال، في حين تتساهل جوامع أثرية أخرى وتسمح بالدخول بأي شكل، وهذا يخضع بشكل كبير هنا إلى عامل الأوقاف، فيجب أن يكون هناك ما يُعرف بـ «الدريس كود» خصيصًا في الأماكن ذات الطبيعة الخاصة كالجوامع والكنائس، وكذلك في الأماكن ذات الحساسية الكبرى كالأهرامات والكرنك وغيرها من آثار شهيرة. 

مدن أوروبية أخرى تتخذ إجراءات مماثلة

تُعد لي سابل دولون أحدث المدن الفرنسية التي تنضم إلى قائمة متزايدة من البلدات التي تفرض قيودًا صارمة على السلوكيات غير اللائقة، ففي أركاشون، وهي وجهة سياحية أخرى على الساحل الغربي، فرضت السلطات غرامة تقارب 170 دولارًا على من يتجولون بملابس غير محتشمة، وفي جنوب فرنسا، فرضت بلدة لا غراند-موت غرامة مماثلة (حوالي 170 دولارًا) على من يرتدون ملابس غير محتشمة خارج الشاطئ أو ممشى الواجهة البحرية. 

وفي عام 2023، أعلنت سلطات مدينة مالقة الإسبانية أن أي شخص يُرى في الشارع أو الأماكن العامة دون ملابس أو بملابسه الداخلية فقط سيواجه غرامة تصل إلى 750 يورو (874 دولارًا أمريكيًا)، وفي سبتمبر من العام الماضي، نشرت بلدية ملقة لوحات إعلانية لتوعية السياح بالسلوكيات اللائقة، بما في ذلك ضرورة ارتداء الملابس. 

تم نسخ الرابط